* موسكو - العواصم - الوكالات:
رفض الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين الانتقادات الأمريكية لإعادة انتخابه رئيساً لروسيا بأغلبية ساحقة قائلاً إنه لا توجد ديموقراطية كاملة حتى ولا ديموقراطية الولايات المتحدة.
وقد جدد الروس ثقتهم بالرئيس فلاديمير بوتين وقدموا له ولاية جديدة من أربع سنوات من الدورة الأولى، فحصد نسبة تأييد بلغت 70 بالمئة في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الاحد، ولكن بعد أن قال كولن باول وزير الخارجية الامريكي إنه (ليس شيئاً طيباً) حرمان منافسي بوتين من حرية الوصول إلى أجهزة الاعلام خلال الحملة الانتخابية طاعناً بذلك في نزاهة الحملة الانتخابية وفي هذا الفوز.
هذا وقد نددت المعارضة مساء الأحد بحصول تدخلات وضغوط على الناخبين وقدمت الدلائل على اتهاماتها.
ويأتي المرشح الشيوعي نيكولاي خاريتونوف في المرتبة الثانية حاصلاً على 14.3 بالمئة من الأصوات وهي نسبة جيدة تتجاوز ما كانت تعطيه استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات، إلا أنها أقل مما كان المرشح الشيوعي يناله عادة.
وبات بوتين حالياً طليق اليدين لكشف الأسلوب الذي سينتهجه في الحكم.
هل سيستفيد حسب تساؤل المحللين، من السلطات الواسعة التي سيتمتع بها لتسريع وتيرة الاصلاحات الاساسية التي تحتاج إليها روسيا، ام سيكتفي بلعب دور الحكم بين مختلف مراكز القوى التي تتقاسم خيرات البلاد؟
وقال بوتين في مؤتمر صحفي بعد الانتخابات (أعتقد أنه ليس من حق أحد الاعتقاد أنهم اذا انتقدوا الآخرين يجب ألا يتعرضوا هم أنفسهم لانتقادات. توجد أيضاً فيما يسمي بالديموقراطيات المتقدمة مشكلات كثيرة في نظامها الديمقراطي وإجراءات التصويت.
ونحن قبل أربع سنوات تقريباً تابعنا بدهشة كيف أن نظام التصويت الأمريكي أصيب بخلل). وقال باول لشبكة فوكس نيوز يوم الاحد إنه لا يفهم سبب منع مرشحي المعارضة من أخذ دور كامل في سباق الرئاسة الروسي.
وأضاف (انه ليس شيئاً طيباً ولكن لا أعتقد أنها نهاية الديموقراطية في روسيا). ووعد الرئيس الروسي ب(ضمان المكتسبات الديموقراطية) في البلاد، واكد (إننا سنضمن المكتسبات الديموقراطية، وسنعزز نظام تعدد الاحزاب والمجتمع المدني وحرية وسائل الاعلام).
وقال رئيس حملته الانتخابية ديمتري كوزاك أيضاً إن بوتين سيتخذ (تدابير) في هذا الصدد.
واضاف أن بوتين سيفعل ما في وسعه (لتصبح روسيا بمرور الوقت بلداً ديموقراطياً يسوده اقتصاد سوق شفاف ووسائل إعلام حرة. وسترون تدابير ملموسة في هذا الاتجاه).
وفي حديثه عن المشاركة في الانتخابات، الموضوع الوحيد الذي لم يعرف، ويقول البعض إنها متدنية، أوضح بوتين أن (في الإمكان توجيه النقد للسلطة القائمة) إنما لا يجوز (نسف العملية السياسية). وهذه إشارة صريحة إلى دعوات المقاطعة التي اطلقها حزب يابلوكو الإصلاحي وعدد من الشخصيات الليبرالية التي وصفت الانتخابات بأنها (مهزلة انتخابية).
وكشف أن نتائج الانتخابات تؤكد الدعم (لتقوية الدولة) وللتغييرات الإيجابية التي تحصل في المجال الاقتصادي، موضحاً أنه لن يدخر جهداً لتأمين ازدهار ثابت ومستقر للاقتصاد.
وأكد الرئيس بوتين (نحتاج إلى القيام بخطوات جديدة في المجال الاقتصادي، وفي المجال الاجتماعي، وسنقوم بها بالتأكيد). وقال (أعد بالاستمرار في العمل بالوتيرة نفسها وسأبذل كل ما في وسعي حتى تعمل الحكومة أيضاً بوتيرة متسارعة). أما السياسة الخارجية، فقال إن (هدفها الأساسي لا يقضي بالتعبير عن طموحات توسعية، إنما تأمين ظروف مؤاتية لمصالحنا القومية). ورداً على سؤال عن (مشاعر القلق) التي عبرت عنها الولايات المتحدة حول العملية الانتخابية في روسيا، اعتبر بوتين أن هذه الانتقادات (أملتها اعتبارات سياسية داخلية)، ملمحاً بذلك إلى حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وقال (نحن نصغي جيداً إلى جميع الملاحظات ونحللها)، موضحاً مع ذلك (ليس لأنهم ينتقدوننا، لا نستطيع أن نوجه النقد إلى أنفسنا).
|