* غزة - القدس- المحتلة - بلال أبو دقة - الوكالات:
شنت إسرائيل هجومين على قطاع غزة تركز أحدهما وهو بالمروحيات والطائرات المقاتلة على مدينة غزة بينما توغلت دبابات في رفح في الهجوم الثاني مما أدى إلى استشهاد شاب فلسطييني، ويجيء الهجومان كفعل انتقامي على عملية اشدود الفدائية الجريئة التي نفذها شابان من غزة وأسفرت عن مصرع 11 إسرائيليا، وفي غضون ذلك تابع الشباب الفلسطينيون دعوة أسيرة فلسطينية إليهم إلى الاستمرار في قتال الاحتلال بينما كانت على وشك الإفراج عنها بعد احتجاز دام قرابة العامين.
فقد قصفت طائرات مروحية إسرائيلية قصفت بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين أهدافاً فلسطينية في شمالي وجنوبي مدينة غزة. وقال شهود عيان إن دوي عشرة صواريخ سقطت في مناطق مختلفة من المدينة. وحلقت طائرات مروحية من طراز أباتشي واف 16 على مستوى منخفض في سماء القطاع.
وأدى القصف إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في المدينة وضواحيها. وقال شهود عيان إن القصف استهدف ورشا للحدادة المعروفة باسم (مخارط) وتم تدمير بعضها.
وذكر الشهود أن القصف طال مخرطة في حي الزيتون جنوب شرقي غزة وأخرى في شارع النصر شمالي المدينة ودمرهما تماماً. وقال مواطنون فلسطينيون إن بعض المنازل المجاورة تضررت.
وقالت مصادر طبية إن أربعة فلسطينيين على الأقل أصيبوا بجراح بشظايا الصواريخ الإسرائيلية من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاماً. وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى الشفاء في غزة وحالتهم متوسطة. وجاء الهجوم الإسرائيلي بعد ساعات على عملية فدائية مزدوجة شنها فدائيان فلسطينيان في مرفأ أشدود على سواحل إسرائيل أسفرت عن مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 20 بجراح. وتبنى الهجوم كل من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية المحسوب على حركة فتح وكتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس.
وفي عدوان آخر قتلت القوات الإسرائيلي خلال توغل لها في رفح بجنوب قطاع غزة الشاب الفلسطيني مسعد ارميلات (27 عاما) برصاص انطلق من على متن عشر دبابات وسيارات جيب إسرائيلية في قطاع قريب من الحدود المصرية.
وحدث هذا التوغل أيضا بعد ساعات على العملية الفدائية المزدوجة. وذكر مصدر طبي ان مسعد أصيب بعدة أعيرة منها رصاصة قاتلة في الرأس.
وأوضح المصدر الأمني أن الجيش الإسرائيلي (حاصر منزل عائلة ارميلات قبل أن يقوم باقتحامه)، موضحاً أن الفلسطيني (أصيب بالرصاص أثناء محاولته مغادرة المنزل بينما اعتقل الجيش شقيقه مصطفى). وأوضح شاهد عيان في المنطقة ان الجنود الإسرائيليين (كانوا ينادون عبر مكبر للصوت على مصطفى لتسليم نفسه لهم قبل اعتقاله).
الى ذلك اقر الجيش الإسرائيلي ان قنبلة انفجرت على الطريق قرب قافلة لجنود ومستوطنين يهود في قطاع غزة أمس الاثنين إلا أنه لم تلحق أضرار.
وقال راديو إسرائيل إن القافلة كانت في طريقها الى معبر حدودي بين غزة وإسرائيل من مستوطنة نتساريم الواقعة تحت حراسة مشددة.
وفي الضفة الغربية اعتقل جيش الاحتلال فجر أمس الاثنين خمسة فلسطينيين، وقال مصدر إسرائيلي ان بين المعتقلين أحد ناشطي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقل في منطقة رام الله (وسط).
هذه الاعتقالات رغم طابعها الروتييني إلا أن المصادر تربط بينها وبين عملية اشدود الفدائية التي شملت تداعياتها أيضا منع دخول عمال فلسطينيين من قطاع غزة إلى إسرائيل منذ منتصف ليل الأحد الاثنين.
إلا ان متحدثا إسرائيليا أوضح أن (العمال الفلسطينيين في قطاع غزة سيسمح لهم فقط بالتوجه الى المنطقة الصناعية في ايريز) الملاصقة للأراضي الإسرائيلية.
وقال المتحدث إن حركة التنقل بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية سيسمح بها للحالات الإنسانية، موضحاً ان معابر رفح بين مصر وقطاع غزة، وكارني (القنطار) وصوفه بين إسرائيل وقطاع غزة المخصصة لنقل البضائع ستبقى مفتوحة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الشرطة الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى وانتشرت بكثافة في القطاعات التي تعتبر (إستراتيجية) وخصوصا المرافئ والمطارات وعلى طول (الخط الأخضر) الذي يفصل بين إسرائيل والضفة الغربية.
وأضافت ان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بت) قدَّر أمس الاثنين بأربعين عدد العمليات التي تخطط لها يومياً المنظمات الفلسطينية المسلحة.
وعلى ذات الصعيد كان من المقرر أن تنهي أول امرأة فلسطينية أبعدتها إسرائيل من الضفة الغربية الى قطاع غزة فترة الإبعاد يوم الأحد بعد ان قالت محكمة عسكرية إنها لم تعد تشكل خطرا أمنيا بالنسبة لإسرائيل.. غير ان انتصار عجوري ردت على أعقابها عند معبر اريز الحدودي بعد ان تذرعت إسرائيل بعملية اشدود وما تبعها من إجراءات أمنية, وهكذا تم ارجاء مغادرة عجوري الى يوم أمس ، غير انه لم يرد ما يفيد ان ذلك قد تم تنفيذه.
وأبعدت عجوري (34 عاما) مع شقيقها كفاح (38 عاما) في سبتمبر - أيلول عام 2002 بعد ان اتهمتهما إسرائيل بمساعدة أخ آخر في تنفيذ تفجير فدائي في تل أبيب سقط فيه خمسة قتلى. ونفت هي وشقيقها هذه المزاعم.
وأبعدت إسرائيل منذ ذلك الحين حوالي 20 فلسطينيا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة على أمل الحيلولة دون وقوع هجمات أخرى.
وقالت عجوري للصحفيين عند معبر اريز، حيث احتجزت عشر ساعات قبل ردها على أعقابها إنها تدعو كل زملائها الباقين في غزة إلى عدم التوقف عن القتال من اجل حريتهم والعودة الى منازلهم حتى لو كانوا يشعرون في غزة انهم بين أهليهم.
وأمرت إسرائيل بأن تمكث عجوري في قطاع غزة عامين مع منحها الحق في رفع التماس لدى الجيش كل ستة اشهر من اجل العودة الى منزلها. وفي فبراير - شباط وافق قاض عسكري على التماسها قائلاً إنها لم تعد تمثل خطراً أمنيا.
|