شيء جميل أن نتداول جملة (حقوق الإنسان)، حتى لو كانت مجرد كلمتين، (حقوق) بوصفها الخبر المرفوع لمبتدأ محذوف، و(الإنسان) المضاف إليه المجرور . فليس ثمة ما يمنع أن نقبلها كجملة مفيدة، في حين كانت في يوم ما جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
اليوم أصبح لها محل من الإعراب بشكل يدفعنا إلى تدريسها لطلابنا حتى يعرفوا أن الإنسان إنسان، يحبون له ما يحبون لأنفسهم، على اعتبار أن أي خطأ في إعرابها بصورة غير صحيحة يغير في حركات أواخرها ؛ فيضيع المعنى بين الفتح والضم الكسر.بالطبع الجملة ستكون أكثر جلاء عندما نعيد المبتدأ المحذوف (هذه) لتصبح الجملة معها كالتالي: (هذه حقوق الإنسان) كإشارة إلى تحقق الجملة واقعاً ملموساً يجعل الناس ينطقون ب(هذه) كإسم إشارة يؤدي وظيفته بإتقان، فوجود المبتدأ ظاهراً للعيان يتيح للجملة دعماً، لا يتيحه حذفه، على الأقل في سياق لغوي كسياقنا.
الجملة رائعة جداً ونحن فخورون بها، إذا لم تبق جملة (اسمية) حسب الشرط النحوي، فلعلنا بحماسنا نجعلها جملة (فعلية) بشكل أو بآخر في حين نضع النقط على الحروف لتكون الجملة هدفاً سلوكياً يصف فعل الطالب وليس فعل المعلم حسب دفتر تحضير الدروس.
ستبقى حقوق الإنسان جملة سامية لدينا، كسمو الخطاب الذي أكدها عملياً، حتى لو تهجاها البعض على طريقة الصغار في (افتح يا سمسم): ح ق وق أل إ ن س ا ن، فلا بد يوماً ان نقرأها بطلاقة كما نقرأ اسمنا رباعياً.
|