هل تعرف ماهية القدم القفداء الروحاء ؟

يشرح لنا د. عبدالعزيز بن عبدالله درة استشاري جراحة العظام والمفاصل بمستشفى الحمادي بالرياض والحاصل على البورد الألماني لجراحة العظام والمفاصل هذا النوع من (الأقدام) بأنه عبارة عن تشوه خلقي يولد به الطفل، حيث ان التشوه يحصل على مستوى مفصل الكاحل ومفاصل القدم كما هو مبين في الصورة.
إن هذا التشوه يمكن أن يكون في قدم واحدة أو في كلا القدمين، ونسبة حدوثه هو حالة واحدة لكل 800 حالة ولادة، ويكثر عند الذكور أكثر من الإناث، وتزداد نسبة حدوثه إذا كان هناك تاريخ لحدوث هذا التشوه عند بعض أفراد العائلة السابقين.
ويوضح د. درة أن هناك نوعين من هذا التشوه:
النوع الأول وهو الوضعي: حيث يكون هناك تشوه يمكن إصلاحه بسهولة عن طريق الفحص من قبل الطبيب الذي يقرر أن هذا التشوه وضعي ويتحسن تلقائياً بتمارين بسيطة خلال أسابيع معدودة.
النوع الثاني: وهو القدم القفداء الحقيقية والمقاومة للتعديل خلال فحص الطفل ويتم الفحص في اليوم الأول للولادة.
خصائص القدم القفداء الروحاء: إن علاقة تشابك عظام القدم جميعها غير طبيعية ومختلف بالشكل عن العظم الطبيعي قليلاً، ويكون حجمها أصغر من الطبيعي، أما الأربطة والأوتار الرابطة والمتصلة بهذه العظام فتكون متقلصة وأقصر من الطبيعي.
أما فيما يخص العلاج فيقول د. عبدالعزيز درة أن هناك مرحلة أولى وهي عبارة عن وضع جبس للقدم المصاب، ويتم تغيير الجبس أسبوعياً، ويقوم بوضع الجبس طبيب العظام الخبير، حيث يجب أن يتم عمل مناورة تعديل الوضع بشكل مرحلي حسب التشوه عند الطفل، ويستمر تغيير الجبس لمدة ثلاثة أشهر، عند هذه الفترة إذا حدث تعديل تام فينتهي العلاج بالجبس، ويتم وضع جهاز بأحذية خاصة BROW للحفاظ على التعديل، ولا يلزم إجراء عمل جراحي.
أما في حالة انتهاء الأشهر الثلاثة ولم يتم التعديل المطلوب فيجب إجراء تعديل بواسطة الجراحة.
وهناك بعض الجراحين يقومون بإجراء الجراحة في الشهر الرابع من عمر الطفل، وآخرون يفضلون إجراءها بعد الشهر السادس، وكلتا الطريقتين تقود الى نفس النتيجة، ويتم خلال الجراحة خزع مفصل الكاحل من الخلف وتطويل وتر أخيل والأوتار القصيرة الأخرى، وكذلك يتم قطع الأربطة المشدودة التي تربط مفاصل القدم الصغيرة من الناحية الأنسية للقدم.
ويقول د. عبدالعزيز درة في مرحلة ما بعد الجراحة: يتم وضع جبس للقدم ما فوق الركبة لفترة تتراوح بين 6 - 12 أسبوعا، بعدها يتم وضع الأقدام في جهاز BROW للمحافظة على التعديل وذلك حتى يبدأ الطفل بالمشي، حيث ان عملية المشي تحافظ على التعديل النهائي.
والنتيجة: إذا تم علاج القدم الروحاء بالشكل العلمي الصحيح فإن القدم تكون قريبة جداً من الطبيعي ويمشي الطفل بدون عرج، ولكن يكون حجم القدم أصغر قليلاً من الطبيعي، وإذا كان التشوه في كلتا القدمين فلا يلاحظ تباين الحجم.