* السكري الحملي، من أكثر المشاكل الطبية التي قد تحدث أثناء الحمل نظراً لتأثيراته السلبية على المرأة الحامل وصحة حملها والولادة الطبيعية لكن ماهو (السكري الحملي) وماهي أعراضه؟ ووسائل تشخيصه وعلاجه وغيرها من الأسئلة التي تجيب عليها د.فرات مصطفى سنكري إخصائية النساء والتوليد بمستشفى الحمادي بالرياض من خلال هذا الحوار.
* بداية نود إلقاء الضوء على داء السكري وعلاقته بالحمل والولادة؟
- السكري هو أشيع المشاكل الطبية التي قد تحدث أثناء الحمل وعلى الرغم من أن تدبيره قد تطور خلال العقود الأخيرة ولكن لانزال بحاجة للمزيد من الجهد حتى نصل إلى نتاج حمل عند الأم السكرية يماثل الأمهات غير السكريات، وقد ذكرت أول حالة من السكري الحملي طبياً عام 1824م عند أم كانت تعاني من عطش - وتعدد مرات التبول- وجود السكر بالبول ثم حصلت عندها وفاة جنين عرطل بسبب انفصال الكتفين، وقد قاد اكتشاف الأنسولين عام 1921م إلى تحسن ملحوظ في معالجة الأمهات السكريات، ولكن لاتزال الوفيات الوالدية لديهن تصل لـ 5 أضعاف ماهي عليه عند غير السكريات وكذلك نسبة التشوهات الخلقية أكثر بعشر مرات.
* وما التعريف الطبي للسكري الحملي؟
- السكري الحملي هو حالة من عدم تحمل السكريات تتظاهر بداياتها أثناء الحمل، والحقيقة أن تشخيص السكري الحملي في الوقت المناسب يحدد المريضات اللواتي يجب ضبط السكر عندهن بشكل دقيق منعاً لحدوث اختلاطات أثناء الحمل، كذلك يحدد المريضات اللواتي يستفدن لاحقاً من المعالجة للسكري بعد الحمل كالحمية وتخفيف الوزن وممارسة الرياضة لتفادي حصول السكري غير المعتمد على الأنسولين واختلاطاته المعروفة.
* وما نسبة حدوث السكري الحملي وتأثيراته على المرأة الحامل؟
- تتراوح ما بين 0.5 - 15% حسب النسب العالمية، وله مجموعة من المضاعفات التي تزداد عند المريضات اللاتي يعانين منه، ومن هذه المضاعفات: ما قبل الإرجاج Pre- eclampsia والمخاض المبكر، والتهاب الحويضة والكلية، والاستسقاء الأمنيوسي (زيادة كمية السائل الأمنيوسي)، كذلك زيادة معدل الولادة القيصرية، أما على المدى البعيد فإن مريضات السكري الحملي أكثر عرضة للإصابة بالسكري غير المعتمد على الأنسولين واختلاطاته المعروفة ولاسيما الاختلاطات القلبية الوعائية.
* ما تأثيراته الجانبية بالنسبة للحمل ذاته؟
- هناك عدد من التأثيرات المباشرة هي: زيادة نسبة الأمراض والوفيات ما حول الولادة - العرطلة (زيادة الوزن) - انعضال الكتفين - التأثيرات الاستقلالية المماثلة لما يحدث عند جنين الأم المصابة بالسكري الكهلي، وهناك مجموعة من التأثيرات على المدى البعيد منها: زيادة الميل للسمنة ، زيادة نسبة الإصابة بالسكري الكهلي.
* ولمن يوصى بإجراء اختبار السكري الحملي؟
- توصي الجمعية الأمريكية للمولدين والنسائيين ACOG مع منظمة السكري الأمريكية بإجراء اختبار تحمل السكر بعد إعطاء 50 غ من السكر الفموي في الأسبوع 24-28 من الحمل، وإذا كان سكر الدم العشوائي أكبر من أو يساوي 140مع-د ل فيجب أن يجرى للسيدة الحامل اختبار تحمل السكر 3GTT، وفي انجلترا اقترح تحليل وجود السكر بالبول في كل زيارة متابعة للحمل، كذلك تحليل سكر الدم العشوائي- كلما كان سكر البول +1 أو أكثر، وذلك منذ أول زيارة، وفي الأسبوع 28 وإذا وجدت قيمة سكر الدم على الريق أو سكر ما بعد الوجبة بساعتين 6 ممول- ل عندها يجرى اختبار تحمل السكر بعد اعطاء 75غ سكر فموي.
* أي السيدات أكثر عرضة للإصابة بالسكري الحملي؟
- من هؤلاء من لهن سوابق إصابة بسكري حملي، أو من تعرضن لإسقاطات عفوية متكررة، أو موت الجنين داخل الرحم (غير مفسر)، أو من حملن بجنين سابق مصاب بتشوهات خلقية كبيرة (بالجهاز العصبي - القلبي -العظمي)، أو جنين عرطل 4000غ، كذلك من تكررت إصابتهن بداء الفطريات (المونيليا)، أو في حالات وجود سكري عند أقارب الدرجة الأولى، أو من تشكو من تعدد البيلات مع وجود (سكر بالبول)، ومن تعاني من بدانة الحامل 150 ليبرة، أو من لديها زيادة في الوزن خلال الحمل أكثر من 40 ليبرة، أو في حالات الإصابة باستسقاء أمنيوسي مع عرطلة جنينية خلال الحمل الحالي، كذلك في حالات زيادة عمر الحامل عن 30 سنة.
* وما العوامل المؤثرة على ضبط السكر أثناء الحمل؟
- من هذه العوامل:
- الشدة Stree: النفسية، الإنتان، الاضطرابات الهرمونية أثناء الحمل.
- نوع الأنسولين المعطى ووقت اعطائه.
- الحمية 30-35 كيلو كالوري-كغ يومياً (1800 - 2800كالوري باليوم).
- التمارين الرياضية: المشي (تأثير مباشر) - السباحة (تأثير يدوم لفترات طويلة).
* وماذا عن حالة الجنين داخل الرحم للأم المصابة بالسكري الحملي، وهل تستلزم مراقبة خاصة؟
- بالطبع فلابد من التصوير بالأمواج ما فوق الصوتية دورياً كل شهر حتى الأسبوع 32 لأن قياس محيط البطن عند الجنين في الأسبوع 28-29 يتنبأ باحتمالات عرطلة الجنين، كذلك إجراءات تقييم الميزات الحيوية الفيزيائية للجنين Bio Physical Profile ويعتقد انه المعيار الوحيد لتقييم وضع الجنين في أواخر الحمل عند الأم الحامل السكرية، ومن هذه الإجراءات قياس معدل الجريان الدموي في الشريان الرحمي Uterine Artery blood flow إذا ازدادت المعاوقة دلّ ذلك على زيادة خطر حدوث ما قبل الإرجاج أو نقص النمو داخل الرحم، يضاف لذلك عمل دوبلر لدقات قلب الجنين وله قيمة محدودة في الحمول السكرية فالاضطرابات الاستقلالية قد تحدث حماضاً دون أن تؤدي لنقص أكسجة عند الجنين وهكذا فقد يتعرض جنين الأم السكرية للخطر في حين تسجل قياسات الدوبلر عنده نمطاً طبيعياً ظاهرياً.
* وماذا عن الولادة عند الأمهات السكريات؟
- يمكن للحامل السكرية المضبوطة بشكل جيد والتي لم تصب بأي اختلاطات خلال حملها أن تصل الأسبوع 39 من الحمل أما في حالة الضبط غير الجيد فربما يتطلب الأمر ولادة أبكر، وتعتمد طريقة الولادة على سوابق المريضة الولادية -حجم الجنين المتوقع- احتمال عرطلة جنينية غير متناظرة وكذلك على حالة الجنين بشكل عام، ويجب أن تكون الولادة الطبيعية هي الخيار لتوليد مريضات السكري الحملي لكن نسبة القيصريات ترتفع لتصل إلى 60
% وخطة الولادة توضع من الأسبوع 36 وربما أبكر حسب حالات العرطلة التي قد تحدث حتى في الأسبوع 34.
* وهل يتطلب الأمر متابعة أو توصيات مابعد الولادة؟
- يشجع الإرضاع الطبيعي، مع تخفيض جرعة الأنسولين لنفس المستويات ما قبل الحمل خلال 24 ساعة التالية للولادة، أما مريضات السكري الحملي GDM فيوقف ال Sliding Scale حالما تبدأ المريضة بالأكل بعد الولادة، ويوصى بخفض جرعة الأنسولين إلى ثلثي ما قبل الحمل إذا كانت المريضة تخطط للإرضاع الوالدي مع مراعاة تحاشي نوبات نقص السكر.
|