إذا كنا في مرات عديدة وفي ظروف مختلفة قد طالبنا بإلغاء فكرة المربع الذهبي من منطلق إحقاق الحق وإنصاف المستحق، فنحن اليوم ومن المبدأ ذاته وبعد أن أثبت أسلوب (الذهاب والإياب) نجاحه في دور الأربعة لكأس سمو ولي العهد، أظن أننا مطالبون بتثمين هذه الخطوة الإيجابية الرائعة من اتحاد الكرة، وإبراز قيمتها ومردودها وضرورة استمرارها، بل والاستفادة منها في اتخاذ خطوات أخرى مماثلة فيما يخص بعض القضايا الإجرائية والتنظيمية التي يمكن حسمها بأسرع وقت وبإدراك ما تمثله من تأثير سلبي على شكل ومضمون الكرة السعودية.
نعم.. لنأخذها نموذجا ومعيارا لما هو مفترض أن تتسم به حركة وحيوية القرارات من أجل أن تتماشى مع المتطلبات وأيضا المتغيرات كلما دعت الحاجة لذلك ومتى ما أصبحت الحاجة ملحة لإقرار وتنفيذ منهجية جديدة في المسائل المثيرة للجدل.. وطالما أن هنالك إجماعاً على وجود خلل في لوائح الاحتراف وأجواء التحكيم ومستوى العقوبات وطريقة أداء بعض اللجان التابعة للاتحاد وكذلك تداخل المسابقات وضغط المباريات فمن الأجدى ألا تترك هكذا تزداد سوءا وإزعاجا وإرباكا، خصوصا أن مبررات وأدوات علاجها تبدو متوفرة وفي متناول أصحاب الشأن.من جديد نكرر ونقول إنه بالإمكان أفضل مما كان متى ما تهيأت الرغبة الصادقة والإرادة الجادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان..!!
النهاية الطبيعية
جاءت لقاءات دور الأربعة لكأس سمو ولي العهد لتكون بمثابة كشف حساب دقيق وصريح للفرق الأكثر إثارة وصخبا (ما لها وما عليها).. ففي الوقت الذي أظهرت فيه قوة وجمال واكتساح وإبهار الاتحاد وسلامة وجودة تدابيره وتصرفاته الإدارية والفنية، نجد أنها كذلك قدمت الأهلي بإيقاع مختلف ومتطور عما كان عليه في الدوري وبمقدار ما أثمرت عنه تحركاته الإدارية الأخيرة.
في حين لم يكن بوسع الهلال المتأزم حد الهلاك، والتائه لدرجة اليأس أن يتفوق على نفسه وظروفه ويستعيد لقبه وهيبته وزعامته، رأيناه كما في الدوري فريقا فوضويا بائسا ومفلسا في كل شيء في هجومه ودفاعه وتمريراته، في تخبطات مدربه وسوء تقديرات إدارته وعدم إلمامها بحجم وأبعاد كارثة المدرب (آديموس) حتى بعد أن وقعت الفأس في الرأس..!
من جهته.. لم يشكل خروج فريق النصر أية مفاجأة، ومجرد تأهله لدور الأربعة يعد إنجازاً وتحولاً وقتياً لا بأس به بعد فضيحة الأهداف الستة، وقبلها تعرضه لعدد من الهزائم التي قوبلت بتحركات إدارية سريعة أفضل بكثير مما تفعله وتبادر به إدارة الهلال..!!
عموماً.. جاء تأهل الاتحاد والأهلي للمباراة النهائية كمحصلة منطقية ومتوقعة خالية من التأويلات أو الشبهات.. ومطابقة تماما للمواصفات والمقاييس المطلوبة للأبطال والمتميزين والقادرين على تقديم المهر اللائق بالبطولة.
صك براءة
حينما يؤكد الكاتب الرياضي سابقا محمد الدويش على أن فريق النصر كان خلال السنوات الماضية وسيظل على مدى سنوات أخرى مقبلة غير مؤهل لإحراز أية بطولة بسبب افتقاده للمقومات والامكانات الفنية والإدارية التي تساعده على تحقيقها وأهمها أن النصر بلا نجوم مؤثرين، كما أنه لم يستفد ولم يطبق الاحتراف بالشكل الذي يرتقي بمستواه فنيا وعناصريا.. حينما يشخص واقع النصر بهذه الطريقة فهو بذلك يتفق مع ما كنا نقوله منذ سنوات، والأهم من هذا أنه كشف حقيقة أن التحكيم كان بريئا ولم يكن في يوم من الأيام سببا في تلاشي بطولات النصر، كما يزعم كثير من النصراويين في تفسيرهم لمواسمهم العجاف.
هذا الرأي النابع من كاتب مرموق وإعلامي خبير بأدق التفاصيل النصراوية لا يمكن مصادرته أو تصنيفه ضمن قائمة الآراء الهامشية العاجزة عن إيضاح الأشياء على حقيقتها، وبالتالي فإنه يمثل للنصراويين منعطفا مهما لتكريس لغة مختلفة وتوجهات جديدة فيما يتعلق بقراءة واقع النصر بقياسات منطقية صحيحة، ليس على صعيد أصحاب القرار ومسيري نادي النصر فحسب وإنما باتجاه وفي صميم ما تفرزه الأقلام النصراوية التي وصفها الدويش بالفاشلة والمتورطة في عدم تغيير أحوال النصر وقناعاته وأسلوب إدارته..!!من لا يريد تصحيح أخطائه وتطوير مفاهيمه والارتقاء بأفكاره، عليه أن يتحمل المزيد من السقوط والتدهور والضياع، في زمن أصبحت فيه ألعاب المكابرة والمراوغة موضة قديمة أو بضاعة رديئة غير صالحة للاستهلاك الآدمي..!!
الانضباط يا لجنة الانضباط!
لا أحد عاقل يقبل أن يمر تهور (سيفو) دون عقوبة، لكن في المقابل يحق لمن به ذرة عقل أن يتساءل: أين لجنة العقوبات من زخم الاعتداءات والمخاشنات و الإيذاءات التي لم تحدث في الظلام وبعيدا عن الأنظار وإنما رصدتها العيون وتذمرت منها المشاعر والأحاسيس، بل ودونتها التقارير..؟!
العقوبة يا لجنة العقوبات، عندما تكون انتقائية ووفق معايير مزدوجة وبقرارات غير عادلة ستفقد قيمتها وأهدافها وقانونيتها، وتفتح أبوابا للشك والريبة والبلبلة حيال جدوى عمل اللجنة وقدرتها على مزاولة صلاحياتها ومهامها واستقلاليتها دون أية ضغوط أو مؤثرات خارجية، وباعتبارها لجنة ذات مسؤوليات تتركز على توثيق الانضباطية لنفسها قبل أن تطبقها على غيرها..!!
غرغرة
* يخسر الاتحاد إذا تصور أن الأهلي كالنصر، ويخسر الأهلي إذا تخيل أن الاتحاد لا يختلف عن الهلال..!
* فقرة تلميح واحدة (على خفيف) كانت كافية لكشف حقيقة الإمّعة ولإزالة الأصباغ عن وجهه.. فعلاً (من في بطنه تيس ثغى)!!
* فرق كبير في النتائج والمستويات بين هلال الناشئين والشباب وهلال الفريق الأول.. تماما كالفرق بين إدارة هذا وذاك..!
* أثبتت سياسة منصور البلوي في استقطاب النجوم جدواها ودورها في تجاوز الاتحاد للأوقات الحرجة والظروف الصعبة.
* بدلا من إقناعنا بالقوة بأنه لم يكن متسللاً، كان حريا ببرنامج صافرة أن (يطنش) ولم يعرض ويحلل هدف النصر الثالث في مرمى الطائي..!!
* أجانب الهلال.. طرد، إصابة، إيقاف و(يا من شرى له من حلاله علة)..!!
* أخيراً.. ( لا يصح إلا الصحيح)..
|