حين نريد أن نبني..
لا بد أن نهتم أولاً بأساس البناء..
وفي مسألة الإصلاح التربوي.. ينصب حديث طويل على مستوى أداء المعلم وقدرته على تطوير أدواته بما يتناسب مع العصر.. فلو قدمنا له منهجاً مطوراً ويعتمد على مفاتيح رئيسة وبعيداً عن الحشو ويعتمد على البحث والتفكير..
هل يملك معلمونا هذه المهارة والقدرة عليها..
لست متشائمة.. ولن أبدل هذه النعمة التي منحني إياها الله بما هو أدنى منها..
سأظل مرابطة على فألي.. حتماً سيجتهد كثير من المعلمين والمعلمات، إذ سيستحضرون مراقبة الله لهم أولاً وأخيراً ومسؤولياتهم تجاه الأجيال خاصة بعد هذا السيل من المفاجآت التي داهمت المجتمع وأربكت ثقته في الناتج العام التي وصلت إليها تلك الاجتهادات والحماسة والاندفاع والتي أدت إلى بعض اللبس في المفاهيم واختلاط الرؤى عند الناشئة..!!
** يحتاج المعلمون إلى تدريب..
ويحتاج المناخ المدرسي إلى مدرسة وليس إلى (مجلس ومقلط) فلا أنسى أنني ظللت غير مصدقة حين انتقلت لأول مرة إلى الرياض قبل عشر سنوات أنني سأدرس للطالبات في الثالث الثانوي في مجلس (الرجال) الصغير وليس الكبير..
وكيف كنت أستند إلى السبورة مرغمةً لضيق المسافة التي تفصلني عن الطالبات..
** المبنى المدرسي..
المنهج
قدرة المعلِّم
مستوى الأنشطة المساندة وأهليتها لمستوى التفكير عند التلاميذ والتلميذات..
- مستوى التعامل واللغة المستخدمة في المحيط المدرسي..
- استحضار ثقافة المجتمع ومصلحة الوطن وفق متغيرات عالمية..
-مستوى الإدارة ومساحة الصلاحيات واتخاذ القرار.
- صناعة بيئة مدرسية مفتوحة للمحاضرات والأنشطة بكل تنوعاتها ثقافية ودينية واجتماعية وليس حصرها في إطار واحد.
- ميزانية مالية جيدة تساند في تشجيع المميزين ومساعدة المعوزين وتنمية مناخ متكامل صحياً وتغذوياً.
** ما هي المسافة التي تفصل بين نصف مدارسنا وبين الملامح السابقة.
هل أحتفظ بتفاؤلي.. حين أذكر أن مديرات المدارس يغلقن أدراجهن على برامج التدريب خوف التحاق المعلمات بها واضطرار المديرة لطلب بديل عنهن أو حتى تعديل جداول المدرسة وتوزيع الحصص على المتبقيات.
هل أملك القدرة على الاحتفاظ بإشراقة الفأل بالقادم وأنا أذكر توبيخ.. نفس المديرات لمعلماتهن في نهاية العام أنتن غير قادرات على الإتيان بالجديد ..(!؟)
هل يمكنك أن تظل متماسكاً وسط جور التناقض..
** حين أصبحت مديرة فتحت باب التدريب على مصراعيه حتى لمن جئن على وظائف مستخدمات ساندتهن واستثمرت جهود أجهزة التدريب في الوزارة فأصبحن ناسخات.. لكن الفرص لا تتاح للجميع.. لا بد أن يتحول ذلك إلى سلوك عام.
** أين هو عنوان بوابة التغيير والتطوير.. أين نجده.. وما هي مفرداته..
هل هو المنهج.. هل هو التدريب.. هل هو القدرة على خلق بيئة تربوية متكاملة.. هل هو القوة في النضال ومجابهة الخمول وعوامل الإحباط.. والعادي والمكرور.. والمثبط والمقلل.
** من أين نبدأ.. وفي عودة لفألي.. أصوغ السؤال بطريقة أكثر دقة: من أين نكمل لأننا بدأنا بالفعل !؟!
|