* مدريد - الرباط - الوكالات:
صب مواطنون اسبان جام غضبهم على حكومتهم التي قالوا انها خدعتهم فيما يتصل بالمسؤولية عن التفجيرات التي حدثت الخميس في مدريد وادت الى مصرع 200 شخص وجرح اكثر من 1400 ، حيث اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها عشية الانتخابات العامة التي يبدو ان هذه الاحداث تؤثر كثيرا على نتيجتها.
فقد ردد متظاهرون شعارات تتهم الحكومة الاسبانية بالكذب حول الطرف المسؤول عن الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الاسبانية الخميس ، وقد ظل هؤلاء في اماكنهم امام مقرالحزب الشعبي (يميني حاكم) في مدريد منذ الليلة قبل الماضية حتى صباح امس الاحد.
وطالب المتظاهرون ب(الحقيقة قبل التصويت)، ورفعوا هتافات معادية لرئيس الحكومة قائلين (اثنار، حربك، قتلانا)، و (اثنار الوغد، الشعب لن يسكت) و (استقالة، استقالة).
ووصفته شعارات بأنه (فاشي) و (يقولون انه ديموقراطي، وهو ليس كذلك).
وتظاهر هؤلاء الاشخاص ضد «تلاعب» الحكومة الاسبانية بنتائج التحقيق في الاعتداءات، مطالبين ب(الحقيقة).
وقد تواصلت التظاهرات طوال الليل عمليا امام مقر الحزب الحاكم ، بينما فتحت مكاتب الاقتراع للتصويت للانتخابات العامة ابوابها عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقد نشرت تعزيزات امنية كبيرة امام مقر الحزب الشعبي.
وقد بدأت التظاهرة عصر السبت بدعوة من جمعيات مناهضة للعولمة وضمت بين ستة الى سبعة الاف شخص في مدريد.
واحالت اللجنة المكلفة الاشراف على الانتخابات التشريعية التي تشهدها اسبانيا امس، الى النيابة العامة شكوى تقدم بها الحزب الشعبي اعتبر فيها ان هذه التظاهرات تشكل ضغوطا على الناخبين.
وقال وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس ليل السبت الاحد ان شريط فيديو باللغة العربية عثر عليه السبت قرب مسجد مدريد اعلن مسؤولية القاعدة عن اعتداءات مدريد، لكن تعذر التحقق من صحة هذا الشريط.
واسفرت اعتداءات مدريد الخميس عن سقوط 200 قتيل واكثر من 1400 جريح وقد نسبتها الحكومة الاسبانية الخميس الى منظمة ايتا الانفصالية الباسكية.
كما تفجرت مظاهرات مناهضة للحكومة في شتى انحاء اسبانيا مساء السبت احتجاجا على تحميل منظمة ايتا الانفصالية في البداية المسؤولية عن التفجيرات التي راح ضحيتها 200 شخص في مدريد يوم الخميس.
وقال شهود عيان في مدريد وبرشلونة وبلباو ان مئات المحتجين تجمعوا في الميادين يرددون هتافات ويطرقون على الاواني المعدنية للتنديد بالحزب الشعبي الذي يتزعمه رئيس الوزراء خوسيه ماريا ازنار.
وجاءت المظاهرات عشية الانتخابات العامة بعد ان اعلنت الحكومة انها القت القبض على خمسة اشخاص يحتمل ان يكون لبعضهم صلات مع متشددين مغاربة فيما يتصل بتفجيرات القطارات التي وقعت في مدريد.
وكان المتحدث باسم الحكومة الاسبانية ادواردو زابلانا اتهم المعارضة الاشتراكية مساء السبت بترويج اتهامات خاطئة ضد الحكومة التي اطلعت كما قال المواطنين «بشفافية» على نتائج التحقيق حول اعتداءات مدريد.
وقال زابلانا في كلمة القاها عبر التلفزيون الاسباني منذ اللحظة الاولى، تصرفت الحكومة وما تزال تتصرف بشفافية مطلقة كما تعهدت بذلك واطلعت المواطنين على جميع المعلومات التي توافرت لديها.
ووصف زابلانا اتهامات الحزب الاشتراكي الاسباني التي تفيد بأن الحكومة قد كذبت على المواطنين بأنها (خاطئة)، وكرر تحميل منظمة ايتا مسؤولية اعتداءات مدريد ، ويبدو انه قال ذلك قبل بيان وزير الداخلية الذي كشف عن شريط للقاعدة تتحمل فيه مسؤولية التفجيرات.
واضاف (اطلب باسم الحكومة التوقف عن توجيه الاتهامات الخاطئة)، داعيا (المسؤولين السياسيين الى ان يكونوا على مستوى الظروف).
وخلص زابلانا الى القول ان (الحكومة ترفض وتذكر بأن في هذا اليوم (المخصص للتأمل قبل الانتخابات ) لا يمكن تسيير تظاهرات او عقد تجمعات او اجتماعات تحت اي ذريعة).
وطلب من المتظاهرين (الكف عن الاساءة الى العملية الديموقراطية).
الى ذلك كشف وزير الاعلام المغربي نبيل بن عبد الله مساء السبت هويات المغاربة الذين اعتقلوا في مدريد في اطار الاعتداءات الارهابية يوم الخميس.
ونقلت وكالة المغرب العربي للانباء (رسمية) عن بن عبد الله، وهو المتحدث باسم الحكومة، قوله ان هؤلاء المغاربة هم جمال زقام (30 عاما)، موظف، ومحمد بقالي (31 عاما) ميكانيكي، ومحمد الشاوي (35 عاما) عامل.
واضاف ان (اجهزة الامن المغربية تعمل بتعاون وثيق مع اجهزة الامن الاسبانية في اطار هذا التحقيق).وكان وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس اعلن قبل ذلك اعتقال «ثلاثة مغاربة وهنديين» في مدريد في اطار التحقيق حول تفجيرات القطارات.واعلن بن عبد الله لوكالة فرانس برس ان مسؤولين من الامن المغربي سيتوجهون الى مدريد للمشاركة في التحقيق في الاعتداءات.واوضح الوزير ان ارسال هذا الوفد هو (مبادرة مغربية).
واضاف ان اعضاء من اجهزة الامن المغربي سبق ان ارسلوا الى اسبانيا بعد الاعلان عن اعتداءات يوم الخميس.
وسيضم الوفد المغربي احمد لحراشي رئيس الادارةالعامة للدراسات والتوثيق (جهاز مكافحة التجسس) ومسؤولين في دائرة مراقبة الاراضي والامن الوطني.
|