* رفح القدس المحتلة - بلال أبو دقة الوكالات:
نفذت المقاومة الفلسطينية امس عملية فدائية امتازت بالتنسيق والنقلة النوعية في تكتيك العمليات الاستشهادية حيث استهدف فدائيان فلسطينيان أحدهما من كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس والآخر من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح مرفأ اشدود جنوب اسرائيل مما أدى الى مقتل عشرة اسرائيليين واصابة ستة عشر آخرين اصابة ثلاثة منهم خطيرة.
وأعلن التلفزيون العام من جهته وقوع انفجارين الاول عند مدخل المرفأ والثاني داخل منشآته، مشيرا الى نشوب حريق تبع الانفجار الثاني.
وتفيد الأنباء أن أحد الفدائيين الاثنين فجر نفسه بصورة مباشرة أمام البوابة الرئيسية للميناء بينما نجح الثاني في التسلل إلى الميناء حيث فجر نفسه في الورشة الرئيسية التي تقع في منتصف الميناء بفاصل زمني قصير عن زميله الاول. وأسفر الانفجاران عن حدوث حريق في الميناء.
وأوضحت الشرطة أن المهاجمين الاثنين كانا يستهدفان الوصول إلى مستودع للوقود في الميناء ونسفه. وقال مصدر في الشرطة بات من المؤكد ان ما حصل عملية فدائية مزدوجة. وايد الناطق باسم الشرطة جيل كليمان فرضية العملية المزدوجة ردا على اسئلة فرانس برس، لكنه رفض الادلاء بتصريح نهائي قبل ان ينهي الاطباء الشرعيون عملهم.
وتبنت حركة حماس الفلسطينية وكتائب شهداء الاقصى هذه العملية الفدائية المزدوجة وفق ما اعلن مصدر في كتائب شهداء الاقصى في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برس. وقالت كتائب القسام وكتائب الاقصى في بيان مشترك تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه انها تزف الاستشهاديين محمد زهير سالم (18 عاما) وهو من سكان بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) من اعضاء كتائب القسام ونبيل ابراهيم مسعود (18 عاما) وهو من سكان مخيم جباليا من اعضاء كتائب الاقصى.
واشار البيان الى ان العملية تأتي في اطار الرد على سياسة القتل والدمار والحصار التي تمارسها حكومة العدو متابعا ان الايادي التي استطاعت ان تصل الى العمق الاستراتيجي لدولة الكيان لهي قادرة ان تعود ثانية متى شاءت واينما ارادت. وأوضح البيان ان العمليات المشتركة مع كافة الفصائل هي شعار المرحلة القادمة لكنس الاحتلال عن أرضنا المغتصبة.
وعلى صعيد ردود الأفعال السياسية صرحت مصادر حكومية اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ألغى محادثات مقررة للاعداد لقمة مرتقبة مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع عقب وقوع العملية الفدائية امس وقال مصدر حكومي انه تقرر قطع الاتصالات كما الغيت القمة التي كنا نتعشم ان تعقد يوم الثلاثاء.
وقد دانت السلطة الفلسطينية العملية وحثت الفلسطينيين على الكف عن شن مثل هذه الهجمات وحث مجلس الوزراء الفلسطيني كذلك اسرائيل على الالتزام بوقف لاطلاق النار لكسر دائرة العنف وتطبيق خطة خارطة الطريق الرامية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.
من جهة أخرى استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال في غزة التي كانت أمس مسرحاً لتوغل القوات الإسرائيلية، حيث قصفت بالرشاشات مواطني الشريط الحدودي مع مصر في وقت تعكف فيه الأوساط الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية المتمثلة في الفصائل على وضع مختلف السيناريوهات لمرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وتم وضع خطة تركز على حصر حمل الأسلحة على الأجهزة الرسمية. ونصت الخطة التي قدمها رئيس جهاز المخابرات اللواء أمين الهندي خلال اجتماع مع القوى الفلسطينية الأسبوع الماضي على (إعلان السلطة الفلسطينية عدم قانونية حمل السلاح في الشوارع والأماكن العامة إلا من قبل عناصر أجهزة الأمن). وفي ذات الوقت تواصلت الأصوات الإسرائيلية المعارضة لخطة شارون، وأمس أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن معارضته للخطة، وأوضح أنه غير موافق من حيث المبدأ على المبادرات الأحادية الجانب.
|