* دبي - الإمارات العربية المتحدة:
انتقد الدكتور كلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية السابق لدى الأمم المتحدة السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في التعاطي مع القضايا العربية، داعياً إياها لاتباع دبلوماسية الإقناع وليس الإملاء، مؤكداً في نفس الوقت أن على العرب أن لا يخضعوا لسياسة الإملاء وأن يكونوا منفتحين على سياسات الإقناع والتحاور.
وقال الدكتور مقصود الذي يشغل حالياً منصب رئيس مركز دراسات عالم الجنوب في الجامعة الأمريكية بواشطن خلال ندوة نظمها نادي دبي للصحافة حول (الانتخابات الرئاسية الأمريكية والقضايا العربية) لابد من دراسة التطورات التي طرأت على العلاقات العربية الأمريكية بنوع من الدقة، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية بعد غزو الكويت واحتلال العراق والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني.
وحول موضوع الانتخابات الأمريكية أشار الدكتور مقصود إلى انها تأتي في مرحلة من أصعب المراحل، كما انها هذه المرة ليست كما تعودنا عليها سابقاً، حيث لن يكون هناك أي تعديل بخصوص اتجاهات السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا العربية، مشيراً إلى انه قد يكون هناك تعديل أساسي وان لم يكن جذرياً في النظرة المستقبلية لسياسة الحزب الديمقراطي والجمهوري تجاه المنطقة.
وفيما يتعلق بالأحداث التي رافقت العملية الانتخابية في الولايات المتحدة قال الدكتور مقصود انه قبل ما يقرب من خمسة أشهر كان هناك إجماع بأنه لن يكون هناك معركة انتخابية جدية عام 2004، وعزز هذا الإجماع عملية سقوط بغداد واعتقال صدام حسين، ولكن مع سقوط الادعاءات حول أسلحة الدمار الشامل، وبدء العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق، بدأت شرائح كبيرة من الرأي العام الأمريكي تتساءل حول الدوافع الحقيقية للحرب، وتشويه الحقائق الذي اتبعته الإدارة الأمريكية، مما زلزل الاجماع حول هذه الإدارة، ورفع من أسهم المرشح الديمقراطي وأصبح هناك توازن بين المرشحين.
وحول سياسة الحزبين تجاه القضية الفلسطينية أوضح الدكتور مقصود ان كلا الحزبين يؤيد إسرائيل، ولكن في حين ان الحزب الجمهوري معرض لضغوط كبيرة من اليمين المتطرف والعناصر الكارهة للعرب والمسلمين، وعدد من الليكوديين الموجودين داخل الحكم، فإن الحزب الديمقراطي معرض أكثر لضغوط من قبل قوى يسارية تقدمية متفهمة لقضايا العرب.
وأكد الدكتور مقصود في الندوة التي أقيمت في مقر نادي دبي للصحافة انه في ظل هذا الوضع المتردي فإن المرحلة الحالية تفرض على العرب اتخاذ موقف موحد ومنسق فيما بينهم، والابتعاد عن الازدواجية بين القول والفعل. مشيراً إلى ان اجترار القمة العربية في تونس لهذه الازدواجية سيزيد من رفع وتيرة الغضب العربي والاحباط العربي بحيث يستحيل بعد ذلك إدارة الأزمة في المنطقة العربية.
وأوضح الدكتور مقصود ان هذه الحالة المزرية للعرب، والضعف الشديد الذي يعانون منه، هو الذي دفع الولايات المتحدة لتسويق مبادرات شرق أوسطية لنشر الديمقراطية والإصلاح، وكأن العرب ليس لديهم أي إرث ديمقراطي إصلاحي، وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة.
وأكد مقصود أن الشعوب العربية تمتلك طاقات وحيوية هائلة، إلا ان هذه الحيوبة بحاجة إلى إطار ومرجعية واضحة تحدد مساراتها وتوجه تحركاتها، ولعل أهم ما نحن بحاجة إليه الآن هو نوع من لملمة الجراح وان نستقوي ببعضنا البعض لا ان نتحارب فيما بيننا.
وأضاف (إن التجارب المريرة التي نمر بها اليوم تشير إلى حاجتنا الملحة لنقد الذات، شرط أن لا يكون هذا النقد هدماً للذات، بل يجب أن يكون نقد الذات السلاح الأمضى للحيلولة دون هدم الذات، إن المآسي التي نمر بها اليوم هي نتيجة طبيعية لعدم لجوئنا إلى المساءلة وعدم تمسك حكوماتنا بالشفافية وعدم قيام مؤسسات المجتمع الأهلي بمحاسبة الحكومات، مما أدى إلى تراكم النواقص، التي لجأ المتربصون بنا إلى استغلالها للانقضاض على وحدتنا ومصالحنا وقدراتنا.
وفي رد على سؤال حول المقاومة قال الدكتور مقصود إنه يجب أن نفرق بين المقاومة والانتقام، فالمقاومة يجب أن يكون لديها إطار ومرجعية، وعليها أن تستنفد كافة الخيارات الدبلوماسية والسياسية، بعد ذلك يصبح السلاح وسيلة شرعية للمقاومة، ولكن أن تبدأ المقاومة بالعنف فإنها هنا مجرد عمليات انتقامية.
للمزيد من المعلومات الاتصال - نادي دبي للصحافة
دولة الإمارات العربية المتحدة - دبي - ص.ب 39333
هاتف: 97142226222 فاكس: 97142226888
www.dpc.org.ae |