من هو الأفضل؟ من هي الأجمل؟ من هو الأقوى؟ ويقابلها في المعادلة الأسوأ والأقبح والأضعف، قس على ذلك الكثير من هذه النعوت الكارثية.. فهي أسئلة يتخصص فيها الكسالى ويشيعها الهامشيون.. هؤلاء الذين لا يدركون أهمية الفعل الإنساني حتى وإن كان بسيطاً، فهم يسيرون خلف وهْمِ ذلك الأفضل في نظرهم، بل يتيقنون بفرادة ما تمارسه الأجمل أو بحرفية ما ينتجه الأقوى.
معادلة (الأسوأ-الأفضل) أو (الأجمل-الأقبح) وما سواها من متلازمات تترسخ في عقلية الطابور ومن يقف الأول فيه؟ ومن يقبع في المؤخرة؟.. تلك هي نتائج ثقافة بالية.. لكن الحقيقة المؤثرة والفاعلة تقع بين قطبي هذه المعادلة، فإذا ما التفتنا بصدق وموضوعية إلى ما يقدمه المبدع البسيط وما يكتشفه الموهوب من فعل إنساني يتسم بالموضوعية والفائدة من المؤكد اننا سنكون في موازاة ناتج إنساني يصفع هذه النظرة المؤذية التي لا ترحم.
لا نقول إننا بحاجة إلى (أنصاف الحلول) و(خذ ما اتخذ)، إنما ما نريده في هذا الوقت تحديدا هو تنحية هذه الصيغ التفضيلية الواهية من أجل ان نحقق معادلة الإنسان العفوي فيما نطرحه، لا أن نكون منقادين خلف ثقافة هذه الأسئلة التافهة: مَن الأفضل؟ ومن الأجمل؟ ومن الأول؟ ومتناقضات ومتقابلات لا فائدة منها.
|