جف القلم.. وعجز عن الرثاء.. ودقت الطبول آيات الأسى والألم.. وناحت البلابل بأصوات حزينة خافة النبأ الأليم والمصاب الأعظم.. نعى إليّ صديق الفاجعة.. ولم أصدقه أبدأ حيث قبل ذلك بأيام قليلة وقفنا نتحدث قرابة نصف ساعة.. ولكن.. وآه من لكن ..لا مفر من إرادة ومشيئة الله.
إنها والله لفاجعة كبيرة هزت كيان كل إنسان يعرف ذلك الوجه الدائم البسمة.. والنفس التي لا تعرف البغضاء ولا الحسد.. والإنسان المحبب عند الصغير والكبير.. المحلى بأفضل الأخلاق والمكارم السامية ولكن إرادة المقتدر فوق كل شيء.. وهكذا صعدت روحه الشفافة إلى باريها تاركة وراءها نفوس عمها الأسى والحزن والحسرة. لذاك الفراق الأبدي.
أبا سراج:
يا شقيق العمر رحلت عنا جسديا.. لكن ذكراك باقية.. وستبقى إلى أن يجمعنا رب العالمين ثانية بعد الفناء فوداعا وليغفر لك الله يا من كنت زهرة عابقة في المجتمع الرياضي.. وشعلة متأججة.. وطودا شامخا.. وتلميذا طائعا.. ومعلما راشدا.. ونفسا تجهل الأنانية.. وقلبا يسع الجميع..
وداعا يا أعز وأصفى الأخوة القلائل.. رباه.. غفرانك يا واسع المغفرة.. انك منحت المجتمع الرياضي تلك النفس الصافية وها أنت استرجعتها فأسبل عليها عفوك ومغفرتك.. ورضاك.. وألهم أهله وأقربائه وأصدقائه الصبر والسلوان.
وإنا إليه راجعون..
أبو وحيد |