أبدى الأديب الأريب ابن الخميس لنا
مؤلفا شيقا في حسن أسلوب
هو (المجاز) لما بين الحجاز وأن
حاء اليمامة أرض المجد والطيب
لله درك عبد الله من رجل
جاز المجاز بتاريخ وتهذيب
من بعد ما اجتازه فعلا ومعرفة
برا وجوا مرارا سير ترتيب
شرقا أتى فشمالا والجنوب معا
معرجا فانتهى قصدا بتغريب
عبر الفجاج إلى أرض مقدسة
شوق الملبي إلى خير وترحيب
مشاعر الأمن والأنوار إن بها
عز المقام بلا غي ولا ريب
ان (المجاز) طوى شأو النوى ورأى
مع ما وعى ورواه غير مكذوب
مستقصيا في عميق البحث نظرته
حتى أحاط بتحديد وتقريب
حث المسير على ضوء الدليل بما
أدى له العلم تحقيقا بتصويب
فجاء سفرا مفيد البحث تسلية
مهذبا لائقا من غير مكذوب
قد ضم من درر الآداب طائفة
شعرا ونثرا بديعا وفق مطلوب
وضع تجاوب مع موضوعه فأتى
مناسبا لائق المغزى لمنسوب
اسما مسمى على المعنى الصحيح حوى
في كل مرحلة شتى الأعاجيب
طبع النفوس سليم الذوق منجذب
مصغ إلى حسن مألوف ومرغوب
صناعة الفن لا تأتي مزينها
إلا بعلم وإتقان وتجريب
سبحان من ألهم الإنسان حكمته
والحظ ما بين مسلوب وموهوب