مع هذا الكم الهائل من المخطوطات التراثية التي تحقق وتنشر، سواء كان نشرها في الجامعات أو المراكز البحثية والعلمية، أو تم نشرها عن طريق دور النشر والمكتبات التجارية، فإن الذي لا يحتاج إلى تأكيد (مع كل أسف) هو أن نسبة ما نشر من كتب التراث هي نسبة ضئيلة بالنسبة لما بقي في المكتبات مخطوطا ينتظر دوره في التحقيق، ثم نشره ليطلع عليه الجميع.
إضافة إلى أن نسبة ليست بالقليلة مما نشر من كتب التراث قد يحتاج إلى إعادة تحقيق ونشر مرة أخرى بعد أن تبين بعض الكتب التراثية التي طبعت قديما تحتاج إلى إعادة نظر، سواء كان ذلك في جودة التحقيق أو انه بعد اليقظة الكبيرة في نشر فهرس المخطوطات وجد نسخ خطية أخرى للكتب مما يعني أهمية إعادة تحقيق بعض الكتب التي سبق أن نشرت على ضوء المخطوطات التي اكتشفت حديثا.
هذه المقدمة أردت من خلالها الدعوة إلى مناقشة أكثر من موضوع ومنها:
(1) حتى يومنا هذا والجامعات تكلف طلاب الدراسات العليا راغبي شهادة الماجستير أو الدكتوراه بتأليف موضوعات علمية في تخصصاتهم، مع أنه من المهم أن يكون التكليف بتحقيق مخطوطات، إذا علمنا أن الموضوعات التي يكلف بها الطلاب قد تكون في بعض الأحيان متطرق لها في بعض التراث الخطي الذي لم ينشر بعد.
(2) ضرورة المراجعة والتقييم لما ينشر من فهارس المكتبات الخطية في العالم بين فترة وأخرى ومحاولة الاهتمام بذلك؛ لأن الفهارس هي البوابة الأولى نحو نشر التراث الخطي، فقد كتب كثيرا في الفهارس وما فيها من أخطاء أو نقص أو نسبة الكتاب إلى غير مؤلفه، ونحو ذلك من أوجه النقص التي كانت سببا في ابتعاد المهتمين بالتراث عن المخطوطات.
(3) وكم نتمنى من الجامعات أن تكمل إحسانها في تكليف بعض الطلاب بتحقيق المخطوطات بإيجاد آلية لنشر هذا الجهد وان لا يكون حبيس الأدراج والأرفف.
(4) تبادل المخطوطات بين الجامعات والمراكز البحثية يحتاج حتى الآن لتنشيط، فكل جهة أو مركز بحثي لديه نظام في توفير المخطوطات للباحثين، وكان الأولى أن توحد الأنظمة والقوانين التي بموجبها تصل المخطوطات للباحثين.
وفي الختام:
المخطوطات هي تراث الأمة وجذورها، وهي حقيقة بان يعتنى بها، ومتى ما ساعدنا المحققين في نشر هذا التراث ازداد الآخر علما بتاريخنا وفهمنا بالطريقة الصحيحة.
للتواصل:
فاكس 2092858
|