الأستاذ. عبدالهادي الطيب وفقه الله
قرأت مقالتك المنشورة في صفحة الرأي يوم الثلاثاء 26 ذي الحجة 1424هـ تحت عنوان (ورحلت أمي) ولقد تأثرت تأثراً شديداً وإنني إذ أعزيك في وفاتها أقول لك: جعلها الله في جنات النعيم آمين هي وجميع موتى المسلمين ولتعلم أستاذي الكريم أنهم السابقون ونحن اللاحقون. وهذا كأس والكل سوف يشرب منه ولن يترك أحداً هادم اللذات {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} وهذه سنة الحياة.
لقد قرأت أنك لم تلتق بها قبل تسع سنوات. لا تثريب عليك في ذلك فذلك عن غير إرادة منك حيث إن والدتك رحمها الله في فلسطين نسأل الله أن يرفع عنها وعن شعبها ظلم اليهود وأن يرد كيدهم الى نحورهم إنه سميع مجيب الدعاء.
أستاذي الفاضل:
عليك بالصبر فإنه مفتاح الأمل
عليك بالصبر فبعده الفرج
عليك بالصبر حتى تحقق قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
لن تكون بإذن الله في عداد اللطماء فإن لك من الأبناء والبنات والقراء والمتابعون كالدُرر المنثور يكسونك بهجة وسروراً ومحبة ووفاءً عليك أستاذي الفاضل بالدعاء لأمك رحمها الله يقول النبي - صلى الله عليه وسلم- : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له).
لا أملك إلا أن أقول: تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته وجمعنا وإياها ووالدينا وجميع موتى المسلمين على منابر من نور في ظل رحمته على سُرر متقابلين.. آمين.
ولك أنت أستاذي أقول: اللهم ادخل الفرحة الى قلبه ونوّر دربه وأكثر رزقه وأصلح شأنه وبارك اللهم لك في أيامك وفرج عنك همومك وبرد بالمغفرة دمعتك. وجعلك الله لقراءك كغيث إذا أقبل استبشر به الناس وإذا حط نفعهم وإن رحل ظل أثره لهم.
شاكرة لك سعة صدرك وجزاك الله عني خير الجزاء.
أم عبدالرحمن | 
