الوطن.. ثم الوطن.. ثم الوطن هي وصية الأجداد للآباء وهي وصية الآباء للأبناء وستكون هي الأمانة في أعناقنا حتى نوصي بها أبناءنا.. والأمانة تحتم علينا أن نوفي بها والوفاء للوطن يدفعنا إلى أن نحضنه بحب ونسكنه سويداء القلب... فهذا الكلام ليس تعبيراً للعواطف ولا رسماً للخواطر ولكنه الحديث الصدق عن الوطن الحق - صدر من القلب علّه يصل إلى قلوب أبنائه في كل أرجاء الوطن الحبيب.
فكم يؤلمني أن أرى المتسللين عبر حدوده.. يمرقون إلى داخله وهم يمثلون بذلك قمة الخطر الحقيقي على أمننا الداخلي واطمئناننا الذي نعيشه بفضل من الله ثم بفضل ولاة الأمر وحراس الوطن المخلصين من الرجال.
ولأن الوطن وطن الجميع ولأن حبه يحتم علينا أن نأخذ بصدق النصيحة لبعضنا. فأقول في كل مدينة وقرية بدأت ترتفع صيحات التحذير من أن هناك فئات سائبة بدأت تنهش في جسم الوطن دون خوف أو وازع يردعها لأنها لا تحمل هوية سوى هوية السياحة المجانية عن طريق أنواع التهريب المختلفة فعاثت في الأرض فساداً حتى شكلت هاجساً من الخوف لدى الكثير من الأسر والمنازل القريبة والبعيدة من حدود الوطن.
عشرات الآلاف من جنسيات مختلفة لبلدان تحيط بنا تتدفق نحو حدود بلدنا الذي تشكل الحدود البرية فيه أكثر من 90% وقد يسأل أحدنا عن طرق عيشهم ومن أين يأكلون وكيف يحصلون على المال وأين ينامون عندما يأتي الليل!
وكثير من الأسئلة وعندها لن نجد صعوبة في أن نحدد الإجابات في أنهم قد يحصلون على المال عن طريق العمل. وعن طريق السرقة ويجدون في المنازل المهجورة وغير المسكونة فنادق يستلقون فيها بأجسادهم المنهكة وهي تجول شوارعنا ليل نهار وفي ساعات من النهار يحتسون القهوة ويشربون الشاي ويتنفسون دخان الشيشة على مقاعد المقاهي وعندما تضيق أيديهم وتعصف بطونهم جوعاً لا يجدون غضاضة من تطبيق الميكيافيلية في بلد خرقوا قوانين أنظمة الإقامة فيه فيقترفون كل وسيلة للوصول إلى غايتهم وكم في البال من الصور وكم في الذاكرة من قصص مروعة لأولئك الذين تسللوا خفية إلى بلادنا فقتلوا وسرقوا ونهبوا وروعوا ناهيكم عن أنهم يحملون لسكان القرى الخوف الليلي وفي أجسادهم ترقد أمراض غير محصنة من السهل نقلها إلى أجسادنا عبر ترددهم على المطاعم وصالونات الحلاقة ويخفون خلف سحناتهم القاسية أسلحة بيضاء يهددون بها أصحاب البيوت التي يسطون عليها ويقطعون فيها طرق المسافرين الآمنين ويستخدمونها في سرقة المحال وما خفي أعظم من عادات يجلبونها معهم وخرافات يسعون إلى نشرها وبيعها على الدهماء من الناس خلاصة القول إن المتسللين إلى بلدنا من كل حدب وصوب يمثلون خطراً حقيقياً على أمن الوطن والمواطن ومن يساعدهم على التسلل أو البقاء للعيش أو يستعين بهم في إنجاز أعمال بأسعار زهيدة إنما هو يخون وطنه ويهدم أمنه بيده والأمر من الأهمية بمكان أن ينال رعاية كل مواطن غيور فكلنا جنود للوطن.
|