Sunday 14th March,200411490العددالأحد 23 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
العمالة الوافدة
أميمة الخميس

نتيجة للأعداد المهولة للوافدين إلى منطقة الخليج في العقود الأخيرة، التي توازي في بعض الأحيان ثلث السكان وتقترب أحياناً من النصف.
أنتجت المجتمعات الخليجية نفسها وعلى مر السنين (مكينازمات) دفاعية تسعى من خلالها الى الحفاظ على هويتها الثقافية والفكرية، اتجاه هذا الاكتظاظ البشري الكبير من ثقافات وأمم وأعراق من جميع بقاع الأرض، ولكن هذه الآليات الدفاعية اتخذت لها في بعض الأحيان اتجاها حاداً متطرفاً، بل نستطيع أن نقول أنه يفتقد إلى الكثير من الملامح الإنسانية في بعض جوانبه.
فعلى المستوى الاجتماعي يبقى الوافد دونه ودون المجتمع أسوار منيعة على مستوى التعايش، ونستطيع أن نضيف المكانة الاجتماعية والتقدير!!
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن بعض الطروحات الإعلامية وجدت في العمالة الوافدة متنفساً تسرب من خلاله الاحتقان الشعبي تجاه العديد من الأمور التي تقلق المجتمع مثل (البطالة - والجرائم - والإرهاب) وسوى ذلك من القضايا التي تجعل من العمالة الوافدة هي الداء العضال الذي أصيبت به الأمة على حين غرة.
ولم نلمح إطلاقاً طرحاً إيجابياً اتجاه تلك المجاميع البائسة التي تسفح أجمل سنوات العمر بيننا، والتي تغادر الأهل والوطن واللسان وتضرب في الأرض مقابل قوت يرمم غربتها، وتهدر في مدننا وصحارينا وجبالنا.. ماء العمر وطبقات متعددة من جلودهم وايديهم التي يتآكلها التعب والعمل والشظف.
ثم نشكو من النزيف الاقتصادي الذي تسببه العمالة الوافدة الذي يتجاوز (60) مليارا سنوياً تذهب في شكل تحويلات إلى الخارج!!
فهل أوجدنا في المقابل (قبل أن نشكو) أوعية استثمارية من الممكن أن تستثمر بها هذه العمالة مدخراتها؟ هل يستطيعون تملك منازل؟؟ هل يستطيعون إنشاء أعمال صغيرة تحرك الاقتصاد بدلا من واجهة (الكفيل)؟ هل يستطيعون تملك أسهم؟ جميع مصادر الرزق التي تجذر انتمائهم وولائهم لهذا المكان حيث لقمة العيش الرطبة الهانئة، ونبعدهم عن لوعة المشهد الذي نراهم من خلاله كمجاميع تائهة متعبة بلا ملامح أو هوية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved