الحديث عن منطقة القصيم.. حديث كبير وطويل ومتشعِّب.. ذلك أنها واحدة من أكبر مناطق المملكة.. حجماً وكثافة سكان.. وواحدة من أهم وأبرز المناطق من جميع النواحي.
** فهي أولاً.. سلة غذاء بحق.. تمد كل مناطق المملكة بكل احتياجاتها الغذائية.. من الحبوب والخضار والفواكه والتمور.. وهي موئل ومكان العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء.. فقد أنجبت آلاف المبدعين في ميادين مختلفة.. أعطوا في فنون ومجالات شتى وملأوا بلادهم عطاءً وإبداعاً.
** منطقة يوجد بها أكثر من (400) محافظة ومركز وهجرة.. منطقة تحتل حوالي ثلث مساحة المملكة.
** ومنطقة لها أيضا ثقل اقتصادي كبير لا يستهان به، ولها حضور مالي كبير.
** عندما تزور هذه المنطقة وتعود لها بعد سنة، تجد الفارق كبيراً، والبون شاسعاً ما بين يوم وداعها قبل سنة، ويوم حضورك اليوم.. من حيث العمران والتنمية والتوسع.
** عندما تزور بريدة مثلاً، أوعنيزة ، أو الرس، أو البكيرية، أو الخبراء، أو رياض الخبراء، أو المذنب كمثال.. تشعر أنك وسط مدن ضخمة مزدحمة مكتظة بالسكان..
** مدن صناعية، ومدن زراعية، ومدن تجارية.. ومن هنا.. فإن القول بأن منطقة القصيم من أكثر مناطق المملكة اكتظاظاً بالسكان قول صحيح.. لأن الواقع يشهد بذلك.. ويعضد هذا الرأي.
** لقد زرتها عشرات المرَّات، والتقيت أكثر المسؤولين هناك.. فيما التقيت الأدباء والعلماء والمثقفين والرياضيين وحاورتهم وتحدثت معهم في كل شيء.
** غير أن زيارتي الأخيرة كانت مختلفة تماماً.. وكان لها روح وطعم ومذاق آخر..
** لقد تشرفت بلقاء رجل المنطقة الأول.. رجل الإبداع.. ورجل الحضور والعطاء المتدفق.
** رجل عشق المنطقة وأحبها وأحب أهلها.. فبادلوه نفس الحب.. ونجحوا سوياً في صنع منطقة حالمة رائعة.. له ألف موعد مع العطاء والإبداع الذي لا يتوقف.
** لقد تشرفت بلقاء رجل القصيم الأول.. صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز- أمير المنطقة- في لقاء امتد حوالي الساعتين.
** لقد كنت في لقاءاتي المتواصلة بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة.. أسمع ثناءً كبيراً من أهالي القصيم.. وحباً لا يعدله حب لهذا الإنسان العظيم.
** لقد كانت كل أحاديثهم وبمختلف توجهاتهم.. (علماء.. دعاة.. قضاة.. أدباء.. مربين.. مزارعين.. تجاراً.. رياضيين) كانت كل أحاديثهم ثناءً على هذا الإنسان الذي أحب المنطقة وأحب أهلها وأعطاها كل ما في وسعه.. وكل ما يملك.
** يقولون: إنه عشق هذه المنطقة قبل أن تطأ قدمه أرضها.. وزاد حبه وعشقه عندما عايش أهلها وتفاعل معهم.. فبادلته المنطقة حباً بحب.. واحتضنته كما احتضنها وأعطته كما أعطاها.
** لقد تعامل مع هذه المنطقة بروح الأب.. والابن.. والأخ.. والصديق.. فكان قريباً إلى قلوب الناس كلّ الناس.. يحل أكثر المشاكل بابتسامته.. ورقته.. وعذوبة كلامه.
** قال لي بعض أهالي القصيم: إن أكثر المشاكل وأكثرها قساوة تُحلُّ في دقائق قليلة من رجل كفيصل بن بندر.. عرفه الناس بطيبته ورقته وصفاء قلبه وجوده وكرمه وإنسانيته.
** يقول أهل القصيم: إنه لا يوجد شخص على الإطلاق.. دخل إمارة القصيم وخرج دون أن تحل مشكلته.
** إذا سمعت أحاديثهم عن هذا الرجل وعن ما حققه للمنطقة، وكيف تعامل معها؟ وكيف تفاعل مع أهلها.. ؟ وماذا حقق لها..؟ لا بد لك ان تحرص على مقابلته وأن تسمع منه وتحاوره عن قرب ، وهذا ما حصل.
** ويقول أهل القصيم.. ان عبقرية هذا الرجل ودماثة خلقه ونبله.. قد خففت العمل على الشرطة والمحاكم وسائر القطاعات لأن كل المشاكل والخصومات والخلافات.. تموت في مجلسه.
** عندما تسمع سموه وهو يحاور الناس في اللقاء اليومي بالمواطنين.. تعجب لهذا الهدوء القاتل، ولهذه النفس المرحة، ولهذه الروح العالية.. ولهذه الثقة.. ولهذا العمق والابتسامة التي لا تفارق محياه.
** لقد وجدت هذا الإنسان الكبير يتعامل مع الجميع وكأنهم أسرة واحدة صغيرة يلفها الحب والمودة، ويجمعها وشائج لا تجتمع لغيرها.. فكانت هذه النتائج التي يتحدث عنها أهل القصيم.
** في مجلس سموه أشياء يصعب وصفها.. فالتعامل هناك مختلف.. كل شيء موجود إلا الرسمية.. الكل هنا متحابون الكل يجمعهم الحب، والابتسامة.. على كل وجه.. وتشعر ان النوايا- كل النوايا- طيبة صافية.
** دعوني أكمل في حلقة لاحقة شيئاً مما شاهدته في مجلس سموه.. وماذا صنع هذا ا لشاب المؤهل.. لهذه المنطقة!!.
|