* كتب - المحرر السياسي :
ضمن مساعيها لاعادة الاهتمام بها تلجأ بعض الصحف الى تأليف القصص المثيرة، والادعاء بنشر أخبار ملفقة بزعم التفرد ومعرفة ما يعجز الآخرون عن معرفته، ولكي توقف انحسار المتابعين لتلك الصحف تسلك بعضها مسلكاً عفا عنه الزمن وهو البناء على خبر منشور وتغليفه بأسرار ومعلومات تدعي أنها وحدها التي عرفت بها، في حين يدحض الواقع والمعطيات على الأرض كل ما تذكره هذه الصحف.
صحيفة الديار اللبنانية إحدى هذه الصحف، حيث عملت من خبر زيارة الرئيس الباكستاني للرياض برويز مشرف الأخيرة قصة كبيرة ونسج محرروها من مخيلاتها فصولاً لهذه الزيارة .
فقد ذكرت (الديار) في تقريرها نقلاً عما اسمته معلومات دبلوماسية أوروبية قائلة ان المملكة قررت ملء الفراغ العسكري الأمريكي السابق من أراضيها عن طريق استقدام وحدات متخصصة من الجيش الباكستاني، مشيرة الى تعاون استراتيجي بين إسلام أباد والرياض يتضمن سبعة بنود رئيسية تم التوقيع عليها دون أي اعتراض أمريكي يتضمن نقل 80 ألف عسكري باكستاني الى مواقع ومعسكرات وقواعد محددة في المملكة كمرحلة أولى وتعاونات أخرى في مجال تشكيل وتطوير إحدى عشرة فرقة عسكرية سعودية وتحديث للأسلحة ومرابطة لنحو 1000 ضابط باكستاني من الوحدات الخاصة.
ومع قناعتنا بعدم صحة ما ذكرته الصحيفة المذكورة، ومعرفتنا بالأهداف التي تدفع الصحف إلى نشر مثل هذه القصص التي لا وجود لها إلا في مخيلة من كتبها انسياقاً خلف أوهام إعادة الاهتمام بصحيفتهم باعتماد أسلوب الإثارة الكاذبة..رغم قناعتنا ومعرفتنا بالأساليب الصحفية التي عفا عليها الزمن، حملت (الجزيرة) ادعاءات (الديار اللبنانية) الى أكثر من جهة للتأكد مما ورد من (سموم إخبارية) في التقرير المذكور، فجاءت الحصيلة تدحض ما نسجته مخيلة كاتب خبر (الديار).
فالرئيس برويز مشرف كانت زيارته سريعة للرياض، وهي وإن جرت في سياق العلاقات المتميزة والتقليدية بين المملكة وباكستان إلا أن قصر الزيارة لا يسمح بمعالجة كل ما ذكرته (الديار).كما أن الرئيس مشرف وكما أوضحت الصحف الباكستانية أثناء الزيارة، أنه توجه الى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة بعد أن كتب الله له النجاة من محاولة الاغتيال الأخيرة، وتقديمه الشكر لقيادة المملكة لمواقفها المشرفة تجاه باكستان، ولذلك فلم يمكث في الرياض سوى (سويعات قليلة) لأن الزيارة كان هدفها واضحاً ومحدداً.
وذكرت العديد من الجهات التي تحاورت معها (الجزيرة) حول ما جاء في رواية (الديار) بأن العلاقات السعودية الباكستانية متجذرة وأن التعاون بين البلدين لا يستدعي اخفاءه وان كلاً من الرياض وإسلام أباد تعلنان وفي وقته كل ما تتفقان عليه ولا تخجلان من إعلانه فكلاهما يعملان من أجل مصالحهما الوطنية والمصالح الإسلامية العليا.
|