* قبة - فهد الجخيدب:
حوادث كثيرة ومؤلمة وقصص مأساوية أشبه ما تكون بالأفلام المروعة أقحمت فيها الإبل السائبة والمواطن البريء ليمثلان دور الضحية والبطل معاً، وصوت من الصراخ والأنين وكثير ما تكون مشاهد صامتة لا صوت فيها ولا حراك، وإشراف فني لجهات لا زالت تختفي خلف الكواليس، وإخراج الإهمال وعدم الاكتراث بالآخرين. هذه أحوال كثير من الطرق التي ترتادها أعداد كبيرة من المسافرين والإبل السائبة.
وطريق قبة - أبو الورود (50) كم هو الطريق الوحيد المعد لأهالي قبة بمنطقة القصيم الذي يصلهم بمدن ومحافظات مملكتنا الغالية.فلا يمكن لأهالي قبة والمراكز التابعة لها البالغ عددهم عشرة آلاف نسمة التواصل بمن حولهم إلا عن طريقه وما سواه فطرق صحراوية غير معبدة يصعب السفر عبرها.
ومع هذا أصبحت الإبل السائبة تشكل خطراً كبيراً يهدد حياة المسافرين على هذا الطريق بل أساس لكثير من الحوادث التي راح ضحيتها عوائل بأكملها لم يتبق منها سوى أطلال من قطع الحديد المتناثرة على جنبات الطريق لتبقى شاهدة على خطورة السير عليه.
فقد ناشد أهالي قبة المسؤولين بالمنطقة بالنظر في هذا الطريق ذي المسار الواحد المتعرض لكثير من التعرجات الخطيرة والرمال والمنحدرات الشديدة بالإضافة إلى عدم وجود مراكز إسعافية كما لا يوجد فيه خدمة للهاتف الجوال مما يزيد في خطورة هذا الطريق، حيث تتحول بعض الحالات إلى حالات مأساوية قد يمكن تلافيها - بإذن الله - لو توفرت هذه الخدمات.
ويحكي الأهالي بقبة عددا من الحالات الإنسانية لمرتادي الطريق حيث كم من رجل تعطلت به سيارته وزوجته تئن بجانبه وهي في حالة ولادة بعد ان كان ذاهبا بها لإسعافها بمستشفيات بريدة. وكم من حادث نصادفه لا نملك إلا تقليب كفوفنا وخاصة إذا كان هناك أكثر من مصاب حيث لا إسعاف نناديه ليسعف ولا خدمة هاتف نطلب النجدة بواسطته.
وفي نهاية حديثهم ل(الجزيرة) ناشد أهالي قبة المسؤولين بالتدخل لإنهاء معاناتهم مع هذا الطريق، فقبة كما يقولون تعتبر متنزهاً للقصيم وبوابته الشمالية الشرقية وتشهد توافداً مستمراً من أبناء المنطقة على مدار العام.
|