* الأحساء - رمزي الموسى:
شهدت الحركة العقارية في الأحساء المتمثلة في شراء وبيع الأراضي نشاطاً ملموساً خلال هذه الفترة تمركز في شرقي المحافظة وحاول المستثمرون جمع عدد من الأراضي في تلك الأحياء مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الأراضي تجاوزت نسبتها أحيانا 300% مقارنة بالعام الماضي.
وقد عزا عدد من المستثمرين ممن التقت بهم (الجزيرة) أسباب الإقبال على تلك الجهة الى الاستراتيجيات التنموية الاقتصادية والعمرانية الإقليمية التي قد كشفت عنها بلدية الأحساء مؤخراً، معتبرين أن المخططات الواقعة شرق محافظة الأحساء تمثِّل فرصة استثمارية حقيقية في المستقبل القريب، إذا ما شرعت بلدية الأحساء في تنفيذ الإستراتيجيات المقررة والتي تمركزت في إنعاش وإحياء المنطقة تجاه شاطئ العقير، إضافة الى إنشاء منتجع سياحي في نفس الجهة.
وقال ل(الجزيرة) عبد الله بن ناصر العتيق صاحب أحد المكاتب العقارية ان الإقبال على أراضي شرق محافظة الأحساء كان بسيطاً في الأعوام الماضية وذلك ناجم عن الإهمال الذي تشهده تلك الجهة من المحافظة مقارنة ببقية اتجاهاتها الأخرى، فالمنطقة تعتبر صحراوية، إضافة إلى ان طريق قطر الأحساء الدولي أشبه بطريق فرعي حصد العديد من الأرواح فلم يكن له دور في إحياء تلك الجهة من ناحية تجارية كونه خطاً واحداً ضيِّقاً، إلا أننا فوجئنا نحن أصحاب المكاتب العقارية بالإقبال المتزايد خلال هذه الفترة على أراضى تلك الجهة وكان من أهم أسباب هذا الإقبال إعلان بلدية الأحساء عن قرار كنا نسمع به منذ سنوات طوال كان أشبه بالحلم، وهو استثمار شاطئ العقير وتطويره والشروع في إنشاء منتجع هجر السياحي مما كان له الأثر الفاعل في جذب عدد من المستثمرين للاستفادة من أراضى تلك الجهة.
ويقول إبراهيم محمد (صاحب مكتب عقاري) ان احتضان الأحساء لمنتدى استثماري كان له الأثر في إنعاش الحركة العقارية وجذب عدد من المستثمرين وخصوصاً ان الأحساء شاسعة الأطراف وبها شاطئ بحري له تاريخ عريق، وقد أعلنت البلدية عن استثماره والشروع في إنشاء طريق مختصر له ونحن كمواطنين قبل ان نكون مستثمرين ننتظر بفارغ الصبر شروع البلدية في تنفيذ خططها التي سيكون لها الدور في جذب الاستثمار والسياحة في الأحساء.
أما محمد الراجح أحد المستثمرين فيقول إن تأكيد بلدية الأحساء إقامة عدد من المشاريع ووضع خطط مدروسة كان له الدور الرائد في إنعاش الحركة العقارية في جهة لم يكن عليها أي إقبال يذكر وهي الجهة الشرقية من الأحساء، فعلى الرغم من كون شاطئ العقير يقع شرق محافظة الأحساء إلا ان عدم استغلاله كان له الأثر في إيقاف أي فكرة استثمارية لدى المواطنين وعدم إتاحة الفرصة لهم لتطوير ذلك المعلم التاريخي السياحي إضافة إلى عدم اكتمال فكرة إنشاء طريق مختصر إلى شاطئ العقير طيلة تلك السنوات والتي كنا نسمع بها مما أعاق هو أيضا انتعاش تلك الجهة. ويشير الراجح إلى انه بالفعل قد اشترى عدداً من الأراضي في تلك الجهة (شرق محافظة الأحساء) بغية الاستثمار والربح إلا أنه يخشى أن يطول تنفيذ المشاريع التي تعتزم البلدية تنفيذها مما يجمّد عدداً من الأموال قد وضعت من قبل المواطنين لفترة طويلة.
يذكر أن استراتيجية التنمية العمرانية الإقليمية لمحافظة الأحساء تشمل الحد من التضخم العمراني في حاضرة الأحساء، والعمل على جذب جزء من الزيادة السكانية المتوقعة في مناطق التنمية الفرعية المقترحة من خلال استغلال الإمكانات المتنوِّعة في مناطق العقير وسلوى والشيبة ويبرين، وربط منطقة الواحة بمناطق التنمية الفرعية بمحاور رئيسية، والحد من المركزية في توجيه الاستثمار وتحقيق التوازن في تنمية إقليم الأحساء، إضافة لتحقيق التكامل بين المناطق الفرعية النامية والواحة، ومن هذا المنطلق تقول (الاستراتيجية) ان الفكرة الأساسية لإستراتيجية التنمية تعتمد على إيجاد عدة محاور تخرج من حاضرة الأحساء في اتجاه المناطق الفرعية، وتشمل هذه المحاور محور الأحساء - الجشة - العقير، ويعتمد على الأنشطة السياحية وخدماتها، ومحور الأحساء - الشيبة، ويعتمد على الأنشطة البترولية والتعدينية، ومحور حاضرة الأحساء العيون، ثم الربط بحاضرة الدمام اعتماداً على الأنشطة الصناعية، وحاضرة الأحساء - حرض - يبرين - ويعتمد على النشاط الزراعي والرعوي.
|