Sunday 14th March,200411490العددالأحد 23 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

اعتقال 3 مغاربة وهنديين في إطار التحقيق وثمانية ملايين متظاهر ضد الإرهاب اعتقال 3 مغاربة وهنديين في إطار التحقيق وثمانية ملايين متظاهر ضد الإرهاب
شاهد رأى منفذي التفجيرات.. وإسبانيا تتساءل: إيتا أم القاعدة؟!

* مدريد - الوكالات:
تقبل إسبانيا اليوم على استحقاقها الانتخابي اليوم الأحد وهي متلفحة بالسواد حزنا على مصرع ما يقارب المائة شخص في مذبحة القطارات الخميس الماضي، وقد عبر ثمانية ملايين متظاهر عن هذا الحزن يوم الجمعة في شوارع مدريد وكبرى المدن الإسبانية.
وقد اعتقلت السلطات الاسبانية أمس السبت ثلاثة مغاربة وهنديين في اطار التحقيق في اعتداءات مدريد التي اودت بحياة 200 شخص يوم الخميس الماضي.
وأوضح وزير الداخلية الإسباني انخيل اثيبيس في مؤتمر صحفي عقده أمس انه تم اعتقال المشبوهين بتهمة بيع وتزوير رقاقة إلكترونية كانت في الهاتف النقال الذي عثر عليه في حقيبة تحوي قنبلة لم تنفجر في احد مواقع الاعتداءات.
واشار اثيبيس الى ان هذه الاعتقالات تفتح طريقاً مهماً جداً للتقدم في التحقيق.
واضاف ان الشرطة استدعت ايضا اسبانيين من اصل هندي للاستماع الى افادتهما. وافادت حصيلة جديدة صدرت أمس السبت عن السلطات المحلية في مدريد ان الاعتداءات التي استهدفت الخميس اربعة قطارات في المدينة ادت الى مقتل مئتي شخص. وأوضحت السلطات ان رجلا كان مصاباً بجروح خطيرة توفي ليل أمس الأول متأثرا بجروحه في احد مستشفيات مدريد.
وأكد شاهد لم تكشف هويته للتلفزيون الإسباني انه رأى ثلاثة شبان وقد اعتمروا قبعات تغطي وجوههم على متن شاحنة صغيرة في ألاكالا دو هيناريس يوم الخميس قبل دقائق من الاعتداءات التي وقعت في مدريد، وقال الشاهد في برنامج تلفزيوني انه فوجئ لدى رؤيتهم معتمرين القبعات علما بأن الطقس لم يكن باردا. ففيما بقي اثنان منهم على مقربة من الشاحنة، توجه الثالث الطويل القامة (1.85 متر) حاملا حقيبة ظهر وحقيبة أخرى نحو محطة ألاكالا دو هيناريس (35 كلم غرب مدريد) التي انطلقت منها القطارات الأربعة التي استهدفتها الاعتداءات.
وبعد الاعتداءات، أبلغ هذا الشاهد الشرطة بوجود هذه الشاحنة المشبوهة التي عثر المحققون في داخلها في وقت لاحق على الصواعق وشريط التسجيل الذي يتضمن آيات قرآنية.
هذا وقد تصدرت أخبار التظاهرات الحاشدة التي جرت الجمعة الصحف الإسبانية الصادرة أمس السبت، وعنونت (لا للإرهاب) و(إسبانيا ضد الإرهاب) و(إسبانيا نزلت إلى الشارع)، لكنها استمرت في طرح التساؤلات حول هوية منفذي اعتداءات يوم الخميس.
وذكرت قيادة الشرطة أن ثمانية ملايين إسباني على الأقل، أي إسباني من كل خمسة، تظاهروا في كبرى المدن، وقد تعذر إحصاء المشاركين في التظاهرات التي سارت في المدن والبلدات الصغيرة.
وقد سار الشبان والأهالي والوزراء والموظفون والنقابيون والشخصيات الأجنبية، جنبا إلى جنب، تحت المظلات المتعددة الألوان، خلف شعار اختارته الحكومة (مع الضحايا، مع الدستور، مع القضاء على الإرهاب).
وتظاهر في مدريد حوالي 2.3 مليون شخص، كما ذكر محافظ المدينة فرانشيسكو خافييه انسواتيغي، وشكلوا موكبا ضخما امتد من شمال المدينة إلى جنوبها وصولا إلى محطة أتوشا حيث دمرت قطارين في وقت واحد قنابل انفجرت وسط المسافرين، في ساعة الذروة صباح الخميس.
وتصدر التظاهرة رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا اثنار وزعيم المعارضة الاشتراكية لويس رودريغيز زاباتيرو، ورئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي ورئيسا الحكومة الفرنسية جان بيار رافاران والإيطالية سيلفيو برلوسكوني ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر.
وللمرة الأولى، شارك أعضاء من العائلة الملكية في تظاهرة، عبر ولي العهد الأمير فيليب وشقيقتيه إيلينا وكريستينا.
وردد متظاهرون الشعار الشهير (الشعب المتحد لا يقهر أبدا)، فيما استقبل آخرون بجفاء رئيس الحكومة مرددين (اخرج)، بينما صفق آخرون. ووضع كثير من الأشخاص عصابات سوداء على جباههم، ورفع شبان لافتات كتب عليها (لا للقتلة).
وأبرز الشعارات التي ترددت كانت شعارات التضامن (نحن جميعا في هذا القطار) في إشارة إلى القطارات التي استهدفتها الانفجارات، و(إسبانيا المتحدة لا تقهر أبدا). وفي فيتوريا، عاصمة بلاد الباسك (220 ألف نسمة) سار حوالي 150 ألف شخص وراء وزيري العدل الفرنسي دومينيك بيربن والإسباني جوزيه ماريا ميكافيلا.
وقد نشرت صور للجموع الغفيرة في مدريد في الاعتداءات، في الصفحات الأولى لصحف إي. بي. سي ولا رازون وال بايس وال موندو. ونشرت ال بايس وال موندو، صورا للتظاهرة قرب محطة أتوشا حيث انفجر أحد قطارات الموت صباح الخميس، وأجمعت الصحف على الإشادة بردود الفعل لكنها لم تتفق على هوية منفذي الاعتداءات.
وكانت صحيفة إي. بي. سي (محافظة) الوحيدة تقريبا التي أكدت أن (الاعتداء الثلاثي يحمل توقيع منظمة إيتا).
أما العناوين الأخرى فلم تكن جازمة كثيرا وتساءلت حول المصلحة المحتملة للحكومة في تفضيل فرضية ضلوع منظمة إيتا قبل ساعات من الانتخابات التشريعية اليوم الأحد.
وكتبت ال بايس: سواء وقفت إيتا أو القاعدة وراء الاعتداءات فإن ذلك لا يؤثر على الإجماع في رفض الإرهاب لكن قد تنجم عنه تأثيرات سياسية وحتى انتخابية مختلفة.
واعتبرت ال موندو أن رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار يعرف أن ذلك لا يعطي على الصعيد السياسي المردود نفسه سواء كانت مجزرة 11 آذار/ مارس من تنفيذ إيتا أو القاعدة.
ففي الحالة الأولى، سيتعين عليه قول الكثير، أما في الحالة الثانية، فسيتعين عليه الصمت كثيرا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved