بعد أن أجبرت الكثير من المراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم على الإغلاق, حرم الكثير من المسلمين في العالم من تلقي العلوم الدينية والمساعدات الإنسانية.. وكانت لذلك تبعات مؤلمة على نفوسنا جميعا كمسلمين وأصبحنا نشعر بتضاعف مسؤولياتنا أمام الله وأمام المتضررين, والمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً أكثر من يدرك مسؤوليته في ذلك لكونها موطن الإسلام الأول التي أنجبت سيد الأولين والآخرين خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ومهبط الرسالة المحمدية ومهبط الوحي وقبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين ، ظل أبناء هذا الوطن دعاة للحق ورسلاً للخير, ورجالاً للدعوة والإرشاد, يعملون من أجل أن يسعد الناس بالخير والحق ان الدعوة الى الله هي نهج الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ومن اتبعه الى يوم الدين, لقوله تعالى )قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأني يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
من أجل ذلك حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على تنظيم سلسلة من المعارض لوسائل الدعوة الى الله, تحت شعار (كن داعيا) وتعد الدعوة الى الله رسالة الى دعاتنا ليأخذوا من معطيات وسائل الحضارة الإنسانية ما يفيد في التأثير والانتشار للدعوة الى الإسلام وما يوصل الخير الى الناس أجمعين.
وعلى كل مسلم ومسلمة ان يختار الأسلوب والوسيلة التي حباه الله بإجادة استخدامها في الدعوة الى دينه, وابلاغ ما كلف به وما أكثر تلك الوسائل في عصرنا الحديث (فهناك الإذاعة والفضائيات والكتب والمطبوعات الصحفية من جرائد ومجلات والإنترنت والهاتف والجوال.... الى آخره) من الوسائل المتاحة, وعلى كل مسلم قادر على ذلك ان يغتنم المناسبة والفرصة ليفوز بذلك الأجر العظيم فالدعوة الى الله هي أساس الجهاد وللدعوة أساليب كثيرة وتتطور أيضا بما يناسب الزمان والمكان, وان يجتهد كل في مجاله وان يكون هناك تكامل إنساني وحضاري فيما بيننا, وعلى المفكرين والمثقفين ان يخاطبوا الغرب باللغة التي يفهمها, وان يجيدوا إعداد خطابهم بما يليق وحجم وقداسة الرسالة المطلوب تقديمها على أكمل وجه, وبأسلوب عصري وحضاري, مستخدمين أحدث الوسائل التكنولوجية لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة بأسرع طريقة وأفضل صورة.
فالكل يعلم جيداً بهيمنة الصهاينة على الإعلام الغربي والأمريكي بشكل خاص فمنذ عقود والصهاينة يقومون بعملهم الدؤوب والمتفاني في تشويه صورة الإسلام والمسلمين, فالمطلوب الان هو دور من مثقفي الأمة المؤمنين الغيورين على مصلحة الإسلام والمسلمين لحماية الإسلام من حملات التشويه والتحريف وتنقيته مما علق به من شوائب وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام وإبراز حقيقة الإسلام دينا وسطيا بعيدا عن الغلو والتطرف ولتكن هذه معركتنا القادمة نحن الشعوب معركة مقدسة باتت فرضاً على كل مسلم ومسلمة, يدرك أننا نعيش احلك الظروف ونعايش أكبر نكبات أمتنا الواهنة المفككة التي تواجه حروباً شرسة على الإسلام تحت غطاء محاربة الإرهاب, نستخدم فيها سلاح الإيمان والعلم ولنخلص النية لله وحده عز وجل ولنصدق العزم فلعل الله يجد لأمتنا مخرجا على أيدي أبنائها من المسلمين والمثقفين الشرفاء البررة.
إن الإنترنت سلاح قوي وفعال ولا يعرف الحدود والفواصل الجغرافية وفي متناول أيدينا جميعا وخصوصاً المثقفين من أبناء الشعوب العربية والإسلامية لابد أن نحسن استعماله ونتفانى في استغلاله, كما انه أهم وأسرع وسيلة للوصول الى العالم, ونستطيع من خلاله ان نسكت ونخرس أكبر مجادل ولتكن هذه رسالتنا الكبرى.. وسط الأحداث الكبرى ولا بد من الاستعانة بأصحاب الخبرات لعمل المزيد من المواقع على الشبكات العالمية للإنترنت فيما يخص الدعوة والإرشاد ليعلم الجميع ديننا بعيدا عن التشويه والافتراء, ولابد من عرض ذلك بأكثر اللغات انتشارا في العالم وباستعانتنا بالمسلمين الذين يجيدون تلك اللغات, ليعلم العالم بأسره عظمة الإسلام ونصحح الصور المعكوسة والمفاهيم المغلوطة والظالمة تماماً عن الإسلام والمسلمين التي اجتهد في نشرها وفرضها على العالم أعداء الإسلام.
وبعد النجاح المنقطع النظير الذي حققه معرض وسائل الدعوة الى الله في دوراته السابقة تحت شعار (كن داعيا) في كل من (الدمام, وجدة, والرياض, والقصيم) ستقيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, معرض وسائل الدعوة الى الله في دورته الخامسة بمنطقة المدينة المنورة, وذلك من منطلق حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استمرار وإبراز الجهود التي تبذل من أجل الدعوة الى الله تعالى, إضافة الى تعريف فئات المجتمع على وسائل الدعوة المختلفة وكيفية استخدامها مما يساعدهم على ان يكونوا دعاة الى الله على بصيرة وسيرعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة -حفظه الله - المعرض ويفتتحه في يوم الثلاثاء 18 محرم 1425هـ بمركز المدينة المنورة للمعارض وستتواصل فعاليات المعرض والنشاطات المصاحبة له لمدة عشرة أيام وقد تم تخصيص أربعة أيام من 20-23 محرم لزيارة النساء فقط.
أرجو ان يقوم كل بدوره على اكمل وجه, وان يدرك جميع المثقفين الأهمية والغاية من تلك الرسالة المقدسة التي يقدمها هذا المعرض, وان يحرص الجميع على الزيارة والمشاركة والمساهمة من اجل تحقيق وانجاح ما يسعى اليه هذا المعرض (في سبيل الدعوة الى الله) وان يدرك الجميع عظيم الثواب والاجر من الله عز وجل على ذلك.
- كل الشكر والتقدير، لسعادة الأستاذ أحمد بن عبدالله سرور الصبان وكيل وزارة التخطيط والتطوير ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض على الجهود الجبارة التي تبذل كل عام من أجل انجاح هذه المعارض, التي تقدم اعظم واسمى رسالة للبشرية, سائلة المولى عز وجل ان يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
(*)عضو عامل هيئة الصحفيين السعوديين
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
فاكس: 6066701- 02 /ص.ب 4584 جدة 21421 |