نشرت الجزيرة خبراً عابراً (عدد 11463) الاتصالات تكافئ موظفيها براتب شهر ونصف تقديراً لجهدهم مما أدى الى تحقيق نتائج مالية متميزة لعام 2003!!
حاولت أن ألملم شيئاً من ملامح التساؤل المسكون بالحيرة.. ترى متى تكافئ شركة الاتصالات المشتركين الذين هم أولى بالمراعاة والتقدير؟ أليسوا هم وقودها الجزل وجمهورها الذي حقق لها تلك الإيرادات المالية الهائلة في زمن أبحر المجتمع فيه فوق أمواج الثرثرة الهاتفية.. وأصبحت تجارة الكلام على رأس القائمة.
أليس من الإنصاف أن تقدم الشركة تخفيضات جادة وتسهيلات مؤثرة تسهم في امتصاص حدة التسعيرة التي ظلت وتراً مغرياً عزفت فيه الشركة ألحان مد وجذر.. عبر فواتير تستحيل الى مسامير.
أليس من العدل ان تنظر الشركة نظرة رحمة وتقدير الى أولئك المشتركين الذين سئموا اسطوانات الشركة وتخفيضاتها المتماوجة.. والمتدحرجة فوق رصيف الفواتير!! ان المشترك لم يفكر بأن تقيم الاتصالات معه جسراً رومانسياً حالما.. بقدر ما يريد تخفيض أجور مكالمات الجوال والهاتف الثابت بطريقة منصفة وعادلة.. وقد زفت الشركة الى مشتركيها مكافأة جميلة حيث قلصت فترة صدور فاتورة الهاتف الثابت لتكون مع فاتورة الجوال.. نعم ألسنا في عصر التناغم والمواكبة!! فالشركة أرادت ان تزرع جواً من الانسجام بين الفاتورتين.. ولا عزاء للمشتركين.. الذين وقفوا واجمين أمام مسرح الاتصالات بانتظار بقية المشاهد!! ما أسوأ تهميش رؤى المشتركين. ترى أما آن لشركة الاتصالات ان تعيد تشكيل علاقة حميمية مع المشتركين وتخفيف حدة التوتر والتذمر لدى شرائح عديدة فهم بعد ان بحت أصواتهم استجداءً دون جدوى لقد آن لك أيتها الشركة الموقرة ان تقتربي من دائرة المشتركين وتقرئي رؤاهم عن كثب وترصدي مشاكلهم وتنصتي الى اصداء همومهم وملامح تذمرهم.. هؤلاء المشتركون المغلوبون على أمرهم مازالوا ينتظرون مواقف إيجابية من شركة الاتصالات ويحدوهم الأمل بتخفيض أجور مكالمات ورسم الاشتراك تخفيضاً جاداً ومنصفاً لجيوبهم المثقلة وإن كان أكثرهم يتحمل مسؤولية ثقل الفواتير في ظل سيطرة ثقافة الاستهلاك وغياب الوعي والاعتدال.. انها رسالة صادقة الى شركة الاتصالات آملاً أن تفتح مع مشتركيها قنوات تواصل فاعل.. وحوار مثمر خدمة للمشترك وإجابة عن تساؤلاته المتراكمة.. نريد خطاباً ناضجاً وواعياً بين الشركة ومشتركيها.. إذ إن الشركة مطالبة بتكريم هؤلاء المشتركين كما كرمت موظفيها.. فهل تستطيع الشركة احتواء هموم مشتركيها والتجاوب مع رؤاهم وكسر طوق الصمت والفتور وبالتوتر الذي ربما كان إطاراً آنياً بين الاتصالات ومشتركيها الواجمين!!
نريد نقلة إيجابية من الشركة.
محمد بن عبد العزيز الموسى
بريدة ص.ب 915
|