Saturday 13th March,200411489العددالسبت 22 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الثقافة ضرورة لا ترف! الثقافة ضرورة لا ترف!
فاروق صالح باسلامة

قد يستعجب العنوان قارئ أو قارئة، إذ أضعه عنواناً لموضوعي هذا !! ولعل المقصد يتضح قليلاً وشيئاً فشيئاً، إذ الثقافة تأتي مكملة للعلم والمعرفة والأدب، فهي -إذن- ضرورة فكرية اليوم أكثر من أي وقت مضى!!
وإذ عرفنا ذلك المعنى ومغزاه، فليجدَّ العزم والنخوة بفوائد الثقافة واستقراء شيء من مؤلفاتها، لتلمُّس فوائدها العلمية وأفكارها المعرفية وقيمها الأدبية من قِبَل رائد المعرفة وثقافتها ومريدهما معاً، حتى يستثمرا بذلك الاستقراء، مكاسب الثقافة المعنية في حياة العصر الحديث. إذ انها ضرورة للفكر ولصيقته المعرفية، وحاجتنا إليها ماسة، ومعرفتنا بها حاجة، وكل القراء في عوز لها، لما لها من أهمية في الإدراك الذهني والرأي النظري، والرؤية البعيدة السليمة.
وعند قولنا بضرورة الثقافة إنما يقوله كل الناس العارفين بلغز الحياة العقلانية وببصرها النظري وحاضرها وماضيها ومستقبلها كذلك. لأن بتجريد أحرفها تأتي مادة: ث ق ف (ثقف) وهذه اللفظة تعني التهذيب والتعريف والحذق والفطنة في أصول لغتنا. وفي عصرنا تعني الثقافة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب إدراكها أو الحذق فيها كما ورد في (المعجم الوسيط) الذي أصدره أحمد حسن الزيات وزملاؤه عن مجمع اللغة العربية بمصر.
ومن يستبصر معنى قولهم: عليك بالعلم واطلبه من أصحابه سلفا فإن في عصرنا الخالف يقال: تثقف يا رجل وعليك بالثقافة!!.
وبالعلم والثقافة أجاز العالمون والمدرسون طلابهما بالشهادات ووثائق التخرج الأكاديمي والجامعي العلميين.
إن الثقافة -اليوم- ضرورة لا ترفاً، ومكسب ضروري للنشء وطلاب العلم ومريدي الإدراك والمعرفة والبصيرة والفكر.
فلا ريب في ذلك، ولا شك او تردداً فيه.. إنها ركيزة العصر المعنوية وشعاره الواضح وعلامته المميزة. ومن خلا جرابه منها خسر ثروة عمره وغنيمة حياته. فلا مناص منها للكبير والصغير والرئيس والمرؤوس. ولا مفر منها للذكر والأنثى.
فالثقافة فنون من العلوم والمعارف والآداب، وعناصر الإدراك العلمي للغز الحياة الإنسانية والبشرية والخلقية. وبها يشعر حاملها المتحدث بالمتعة والسعادة والانشراح، ويحس صاحبها بالإفادة للغير والإكساب لهم. فهي مطلب ضروري وفائدة مطلوبة، وضرورة فكرية، ووسيلة حديثة للمال والأعمال.
(فهي اللسان لمن أراد فصاحة)
مع ان القائل يقصد المعنى المادي، وأنا أقصد المعنى الحقيقي، والله أعلم بالصواب. فالحاصل معنوي وإنما المادة وسيلة، والقيمة عالية الجو والسمو والهدف والإدراك.
وكان من سبق يقول: هلم بنا نؤمن ساعة، ولعل العلم والمعرفة والثقافة بحاجة إلى سويعات من القارئ والقارئة، للشعور بمعنى الفكر وقيمة ما يُعقل وما يمكن معرفته من أهداف الحياة الإيمانية والمعنوية والأدبية.
فالحياة مادة وأدب وعلم وعمل، وشيء ومعنى، وفكرة ومبنى، ولعمري ان الحياة البشرية لا تلذ إلا بمعاني الثقافة الأدبية والمادية أيضا، وإلا صارت حياتنا بلا معنى، وتفكيرنا بلا تركيز والعياذ بالله عز وجل.
لا بد مما يقال في التنوير، بالثقافة، وفي محو الأمية بالمعرفة، وفي الأدب بحسن التناول لكتبه العلمية، ومؤلفات العلماء وكتب الأدباء الفكرية، ففيها حقائق العلم وبراهين المعرفة، وطرائق التفكير وأساليب التنظير، ووسائل الإعلام والتثقف والكتابة والتأليف.
وبهذه الدلائل الاستقرائية للمشهد العلمي والمعرفي للثقافة في حياتنا الذهنية، وتصوراتنا المعنوية، وأفكارنا البشرية كان لا بد من القول بضرور الثقافة وجعلها في نصب الأعين، ولب الألباب، وذهن البصائر، وسعة الإدراك، لأن الثقافة ضرورية لا ترفاً، وفرضية المعنى لا نافلة من القول، فهي شريفة القيمة لا من سقط المتاع. وبالله التوفيق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved