أيا كان الفاعل المنفذ للهجمات الإرهابية في إسبانيا, فإنه بلاشك مجرم أثيم, أو بالأصح مجرمون عتاة تجردوا من إنسانيتهم وامتهنوا الإجرام لغرض إدارتهم السياسية ومصالحهم الضيقة.
وسواء كان الضحايا من الإسبان كما في العمليات الإرهابية التي شهدتها محطات القطار في مدريد, أو الناس الأبرياء الذين سقطوا ضحايا الأعمال الإرهابية التي حصلت في أماكن أخرى, فإنهم ضحايا الحقد الأسود والانحراف الفكري والسلوكي الذي يسيطر على بعض الجماعات التي عجزت عن الارتقاء بفكرها وبوسائلها للانخراط في آليات الحوار الفكري والإقناع السياسي بدلاً من اللجوء إلى القتل العشوائي والعمل الإرهابي الذي يستهدف أبرياء لا ذنب لهم سوى التواجد في المنطقة التي يستهدفها الإرهابيون.
ومثلما أثبتت الأعمال الإرهابية التي حصلت في مناطق مختلفة, فإن الهجمات الإرهابية الإجرامية التي شهدتها العاصمة الإسبانية تؤكد بأن الإرهاب لا جنسية له ولا دين, إذ لا يمكن ربط عمل ممقوت وشاذ ومرفوض بأية أمة متحضرة وبأي دين سماوي, فكل الأديان السماوية تحث على التسامح والمحبة والحفاظ على حياة البشر, وكذلك ترفض الأمم المتحضرة أساليب الإجرام الهمجية.
وإذا كانت وراء هجمات مدريد المرفوضة منظمة (إيتا) التي تعمل على فصل إقليم الباسك أو أي منظمة إرهابية أخرى. فإن مثل هذه المنظمات ممقوتة سواء داخل محيطها المحلي أو المجتمع الدولي.
وقد كشفت الإدانات التي أعقبت الأعمال الإرهابية سواء التي صدرت من داخل إسبانيا أو خارجها, مساحة الرفض الأممي العام والجارف وأن العالم - كل العالم - يرفض مثل هذه الأعمال المنبوذة التي تعتبر موجَّهة ضد الإنسانية جمعاء.. وليس ضد مجتمع ما, أو دولة ما.
|