** الذي يقرأ الانتقادات والآراء الموجهة لأمانة مدينة الرياض والبلديات الفرعية.. يتخيل له أن هذه الجهات لا تعمل.. وأن هناك تكاسلاً وتلاعباً وغياباً.. بينما العكس.. هو الصحيح تماماً.
** فأولاً.. سيظل النقد.. وستظل الآراء.. وستظل الملاحظات موجهة للأمانة وللبلديات الفرعية لأنه أكثر الجهات احتكاكاً والتصاقاً بالناس.. ولأنها أكثر الجهات الخدمية علاقة بالمواطن.
** البلديات تعمل ليل نهار.. والبلديات تؤدي دوراً عظيماً ضخماً لا يمكن التقليل منه أو الاستهانة به.. فيما هي تُنسِّق مع الجهات الأخرى ليتكامل العمل ويكون في الاتجاه الصحيح.
** البلديات - وإن كانت تختلف من بلدية لأخرى.. نشاطاً وحضوراً وإنجازاً - إلا أنها في الجملة تعطي عطاءً كبيراً... واستطاعت تحويل الرياض إلى مدينة من أجمل مدن العالم.
** أقول.. ستظل البلديات تُعطي وتعمل وتجتهد وتنجز وتنجح, وتحقق.. وسيظل النقد موجهاً لها وستظل الكتابات والآراء موجهة للبلديات بدون توقف.. ولكن الفيصل في النهاية هي زيارة لأي شارع أو ميدان في الرياض.. لترى بصمة البلديات وحضورها الدائم.
** الشيء الجيد في الأمانة.. هو إقدامها في السنوات الأخيرة على مشاريع كبيرة من أجل الرياض.
** مشاريع ذات وزن ثقيل تكلِّف الشيء الكثير.. لكن البلديات أو الأمانة أنجزتها بحسبة بسيطة للغاية.
** لقد وُفِّقت الأمانة في القضاء على الأراضي التي كانت تشوه جمال العاصمة.. وكانت مرتعاً للنفايات والأوساخ.. وكانت كالبثور في وجه الجميلة.
**ثم أنها أيضاً.. وفقت في إيجاد حدائق ومنتزهات وملاهٍ.. وكان آخرمنتزه (سلام) ذلك المنتزه العملاق الذي ألغى الفكرة السابقة عن الحدائق.. مجرد (حديد.. وأشجار.. وثيِّل فقط) حيث تحوَّل منتزه سلام.. إلى أشبه بالمنتجع.. فيه كل شيء يمكن أن تقضي فيه يوماً كاملاً من الصباح وحتى آخر الليل.. إذ يوجد فيه ابتداءً من أماكن الاستراحات والجلوس.. وانتهاءً بالمطاعم ذات الأحجام المختلفة.
** والأمانة أيضاً نجحت في إيجاد شوارع أو طرق للمشاة أو المشي مثل الطريق المجاور لوزارة التربية والتعليم.. ومثل طرق أخرى.. هيأتها الأمانة كمنتزهات وأماكن للمشي وقضاء وقت الفراغ.
** ثم أن البلدية ايضاً.. شرعت هذه الأيام في تبليط وتبييض الأنفاق واضفاء شكل جمالي لها.
** ولكن.. تبقى بثور أخرى في وجه العاصمة تفسد ما تصلحه الأمانة.. وأبرزها سيارات الديزل التي تُغذي الرياض يومياً بآلاف الكميات من الدخان الأسود.. الذي يُحوِّل كل شيء إلى أسود قاتم.
** كل شيء في الرياض أصبح اليوم أسود.. حتى أشجار النخيل.. صارت سوداء.. وحتى ثمارها صارت سوداء.
** عليك أن تلمس أي جدار في أي شارع في الرياض.. لترى يدك وقد علق بها كمية من الزيت الأسود.. ذلك الذي تقذف به سيارات الديزل ويستقر في صدورنا والله في عون المساكين.. الذين يعانون من أمراض الربو وضيق التنفس - دخان ديزل.. ودخان خردات.. ومياه بيارات.. وأتربة كسارات - والله في عون (صْدِيْراتنا.. اللِّي فيها ما يكافيها).
** ثم.. ألا يتذكر عمال الأمانة رش شوارع الرياض.. إلا وقت الصباح الباكر.. والأطفال منطلقون إلى المدارس. لتحشى صدورهم بهذه السموم؟
** ألا يبكرون بساعة مثلاً أو ساعتين؟
** لماذا ترش شوارع الرياض الساعة السادسة والنصف.. أو السابعة والأطفال في طريقهم إلى المدارس؟
** أمور تحتاج إلى حسبة بسيطة.. أو كما نقول ونردد دائماً (أمور.. مَدْرِيْ وش لونها؟!!).
|