Saturday 13th March,200411489العددالسبت 22 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
العراق بعد توقيع الدستور
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مهما كانت التحفظات، ورغم كل المثالب يشكِّل إقرار دستور مؤقت للعراق إنجازاً لا يمكن إغفاله حتى وإن جاء بإدارة أمريكية، وبصيغة حصلت على موافقة قوات الاحتلال قبل المواطنين العراقيين الذين غٌيّبت إرادتهم طوال قرون عديدة، ليأتي وضع الدستور كمفارقة تاريخية .
فأرض بابل وكما يعلِّمنا التاريخ هي أول بقعة على الأرض وضعت قانوناً أو دستوراً للدولة؛ فقبل الميلاد بحوالي خمسة آلاف سنة وضع حمورابي قانوناً ينظم العلاقة بين أبناء رعيته وشمل قانون حمورابي العديد من المواد التي نقشت على (مسلة) طويلة ظلت شاهداً على هذا الإنجاز التاريخي؛ إذ لا تزال (مسلة حمورابي) تؤكد بأن العراقيين أول من وضع قانوناً وضعياً.. واليوم من أهدوا للبشرية قانوناً.. يوضع لهم قانون بمساعدة وضغط قوات الاحتلال.. هل هي سخرية تاريخ ؟!!
لا يهم..
يقول الدكتور عدنان الباجي جي رئيس لجنة وضع الدستور العراقي المؤقت: إن القيم والمواد القانونية ليست حكراً على جماعة أو حضارة، والذين يعيبون علينا استعارة قيم غربية نذكرهم بأن الدستور العراقي المؤقت وضع مواد تثبت قيماً وممارسات لصالح الإنسان والبشر والمجتمع وفي قيمنا وتاريخنا جذور لها، إلا أننا أهملناها.
ومواد الدستور العراقي الجديد حسب ما ترسخ منها ينص على وجود تعامل العراقيين بموجب القانون على قدم المساواة، ولن يتم تمييز أي طائفة دينية على حساب أخرى، ولن يتعرض أحد للتمييز أو التفرقة على يد الدولة.
وتؤكد مواد القانون على حماية حقوق حرية التعبير، والتجمع السلمي وحق الانتظام في الأحزاب السياسية، وحق التصويت في انتخابات حرة وحق العبادة وفق معتقد الشخص وضميره.
وسيكفل القانون أيضا الحق في الإسراع في المحاكمات العادلة المفتوحة ولن يخاف أي عراقي بعد إقرار الدستور الجديد من شرطة سرية تقرع بابه في منتصف الليل..!!
القانون أو الدستور الجديد المؤقت وكما هو معروف سيمهد الطريق لانتقال السلطة والسيادة الكاملة للعراق في الثلاثين من شهر حزيران - يونيو من هذا العام، كما تقول سلطة التحالف، حيث سيسلم الحاكم الأمريكي المدني بول بريمر السلطة إلى حكومة عراقية، ستعمل بمساعدة قوات التحالف والاحتلال والأمم المتحدة على إجراء انتخابات لاختيار مجلس تشريعي وطني (برلمان) وجمعية تشريعية وطنية، بحلول 31 كانون الثاني - يناير من العام القادم، وسيقوم هذا المجلس المنتخب بعرض مشروع الدستور الجديد على الشعب العراقي للاستفتاء.
وفي نهاية عام 2005 يقوم الشعب العراقي بانتخاب برلمان جديد حسب بنود الدستور الجديد الدائم، وسيختار البرلمان المنتخب حكومة تكون ممثلة لما يضمه البرلمان المنتخب من قوى فاعلة على الساحة العراقية وبهذا تكتمل السيادة العراقية وتكون السلطة ممثلة تمثيلاً حقيقياً للشعب العراقي وحرة تماماً.
كيف سيحصل هذا ..؟!
هذا ما سوف نحاول شرحه طوال هذا الأسبوع في هذه الزاوية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved