* فلسطين المحتلة- مكتب الجزيرة:
كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة في اسرائيل عن خلية يهودية معادية للعرب داخل اسرائيل، قامت خلال السنوات الأخيرة بوضع عبوات ناسفة تحت سيارات تابعة لمواطنين عرب يعيشون في اسرائيل، بينهم سيارة عصام مخول العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى وضع المتفجرات في مسجد الحليصة في مدينة حيفا..
وسمحت الشرطة الاسرائيلية بنشر تفاصيل القضية بعد ظهر يوم أمس الخميس، حيث عقد قائد منطقة الشمال للشرطة الإسرائيلية، (يعقوب بوروبسكي)، الخميس، مؤتمرا صحفيا كشف خلاله عن إلقاء القبض على بعض أفراد هذه الخلية الإرهابية.. حيث تم اعتقال المشبوه الرئيسي في القضية يوم الأربعاء الماضي، ويدعى (إليران غولان - 22 عامًا)، كان يعمل خلال خدمته النظامية في الجيش الإسرائيلي في وحدة الهندسة القتالية.. واعتقل هذا اليهودي المتطرف غولان مع والده، الذي يدعى مئير غولان (54 عامًا)، في المعسكر الفني التابع لسلاح الجو الإسرائيلي في مدينة حيفا..
واعترف هذا اليهودي (إليران غولان) خلال التحقيق معه أنه يقف على رأس تنظيم يهودي يميني متطرف، كما أعلن نيته التعرض لأعضاء الكنيست العرب، د.أحمد طيبي عن (القائمة العربية للتغيير)، د.عزمي بشارة رئيس (التجمع الوطني الديمقراطي) ومحمد بركة رئيس (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة).. وتُنسب إلى الأب ونجله المتطرفين شبهات بوضع تسع عبوات ناسفة وتفجير عبوات أخرى في مسجد الحاج عبد الله في حيّ الحليصة في مدينة حيفا.. وقد أصيبت في إحدى المرات سيدة فلسطينية عربية، تدعى جميلة إغبارية، حضرت برفقة زوجها إلى المسجد المذكور للصلاة فيه.. وكانت السيدة إغبارية تحدثت عمّا حدث لها قبل بضعة أشهر، قائلة: إننا نذهب عادة للصلاة في ذلك المسجد أسبوعيًا، وعندما وصلنا في إحدى المرات، كانت البوابة مغلقة وهممت بفتحها.. ولدى قيامي بذلك، شبّت نار في وجهي وسمعت صوتًا مدويًا، ووقع انفجار قوي.. كدت أحترق.. وما تزال السيدة إغبارية تعاني إلى اليوم من مشاكل في السمع، وآلام في جميع أنحاء جسمها.. وفي مرة أخرى، وُضع هذا اليهودي عبوة ناسفة أسفل سيارة عضو الكنيست عصام مخول في مركز الكرمل في مدينة حيفا، وكانت زوجة مخول تهمّ بدخول السيارة عندما انفجرت العبوة، لكنها لم تصَب بأذًى.. ويروي مواطن آخر من مدينة حيفا، يدعى غانم ناصر، ما وقع له قبل نحو شهر عندما ركب سيارته في حي الحليصة، قائلاً: لقد ركبت سيارتي وشغلتها بضع دقائق، ثم تقدمت بالسيارة مسافة أربعة إلى خمسة أمتار، وشعرت أنني أجرّ شيئًا ما، ترجلت من السيارة ونظرت أسفلها، فشاهدت صندوقًا من الكرتون، فقمت بإخراجه وألقيت به بعيدًا، ثم سمعت صوت انفجار قوي.. هربت إلى شارع جانبي واستدعيت الشرطة، وأضاف المواطن العربي: باستثناء كوني عربيًا، لا توجد أية صلة تربطني بعائلة غولان، إنني لا أعرفهم، ولا أدري لماذا استهدفوني أنا بالذات.. وحسب مصادر أمنية إسرائيلية: فقد وصلت الشرطة إلى منزل عائلة غولان، الواقع في شارع (ياد لبانيم 144 في مدينة حيفا)، الثلاثاء الماضي.. وذلك في أعقاب معلومات تلقتها عن بيان تم توزيعه في أحد الشوارع في حي (تل-عَمال) في المدينة، والذي حذر المواطنين العرب من أنه سيتمّ تفجير منازلهم.. وكان البيان موقعًا من قبل (مدور رقم واحد ) (شعبة رقم واحد)، وهو الاسم الذي أطلقته الخلية على نفسها.. وحسب الشرطة الاسرائيلية: فقد كان البيان العامل الذي قاد إلى اعتقال المشتبه به الرئيسي، ثم إلى اعتقال والده.. وعثر في منزل عائلة غولان على عشرات العبوات الناسفة وقذائف الهاون، فضلاً عن أجهزة لإطلاق النار قام الابن، على ما يبدو، بصنعها ارتجالاً وبصورة ذاتية.. وقد ذهلت الشرطة من هذا الكم الهائل من الأسلحة والمتفجرات التي ملأت غرف المنزل.. وحسب المصادر الأمنية في اسرائيل: لم يكن المواطنون العرب وحدهم عرضة لاعتداءات عائلة غولان، إذ طالت هذه الاعتداءات أيضًا من كان على علاقة بهم من اليهود.. فوفقًا للشبهات، وُضعت العبوات الناسفة في بعض المرات أسفل سيارات وفي صناديق بريد تابعة لمواطنين يهود يقيمون علاقات اجتماعية عادية مع المواطنين العرب..
وحسب المصادر الاسرائيلية: مددت محكمة الصلح في مدينة حيفا، فترة اعتقال الأب وابنه.. وقال مصدر شرطي إسرائيلي: إنه يتوقع إجراء المزيد من الاعتقالات في هذه القضية.. ويبدو من تحقيقات الشرطة أن جميع أفراد عائلة غولان، ومنهم الأم وبقية الأخوة، متورطون في التخطيط لعلميات إرهابية وتنفيذها، وتقول الشرطة: إن أفراد عائلة غولان أقاموا تنظيما إرهابيا يهوديا باسم مدور رقم واحد (شعبة رقم واحد).. وذكرت الشرطة الاسرائيلية، أن هذا المتطرف غولان قال للمحققين: انه يكره العرب، وانه سيعمل كل وسعه للانتقام من أكثر عدد من العرب وخاصة أعضاء الكنيست العرب..
دليل آخر على وجود التعصب القومي والإرهاب العنصري اليهودي، والأورام السرطانية الرافضة للديمقراطية، التي ترعاها حكومة شارون.. وفي تعقيب ل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، تساحي هَنِغبي من حزب الليكود، على قضية اعتقال أفراد الخلية قال: إنه لولا القبض على أفرادها، لكان الأمر سيتطور إلى نتائج لا تحمَد عقباها بالنسبة لليهود والعرب على حد سواء.. المتهم هو شخص يكنّ كراهية كبيرة للعرب، وعُثر في منزله على أسطول أسلحة مذهل.. إننا بصدد شخص كان عاقدًا العزم على تغيير التاريخ. . وقال رئيس بلدية حيفا، (يونا ياهَف): إن القضية ليست جنائية فحسب، بل هي موجهة ضد سكان مدينة حيفا عامة، مضيفا: أن هذا عمل حقير، يهدف إلى المساس بنسيج العلاقات الخاصة القائمة بين سكان مدينة حيفا، عربًا ويهودًا، والذي لا يمكن هدمه بواسطة عمل جنوني.. من ناحيته، رحب عصام مخول، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، الذي استهدف في إحدى المرات بوضع عبوة أسفل سيارته، باعتقال المشتبه بهما، قائلا: إن هناك أساسًا لمعاداة اليهود للعرب، وهو ناتج عن تحريض جامح ضد الوسط العربي في إسرائيل، داعيا: إلى تقويض هذا الأساس بواسطة مكافحة الأجواء المحرضة للعرب، التي تبدأ داخل الحكومة الإسرائيلية والكنيست، إذا لم يتم تجفيف هذا المستنقع، فسوف تحدث أمور فظيعة.. من جانبه، قال محمد بركة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي تعقيبًا على الموضوع: هذا دليل آخر على وجود التعصب القومي والإرهاب العنصري، الذي يعاني منه المجتمع الإسرائيلي، فضلاً عن الأورام السرطانية الرافضة للديمقراطية، والتي ترعاها الحكومة الإسرائيلية بدلاً من اقتلاعها.. وفي معرض رده على القضية، قال د.عزمي بشارة العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي: إنه لا يمكن التعامل مع هذه الأعمال الفظيعة وكأنها أعمال جنائية، إنما كعمليات إرهابية يجب فحص جذورها السياسية، يجب فحص التحريض المتواصل ضد المواطنين العرب، التشهير والمس بشرعية مندوبي الجماهير العربية في إسرائيل، وهذه الأعمال يقول بشارة: لا تنفصل عن عمليات الاغتيال والقرصنة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، فحكومة أريئيل شارون غطست كليًا في وسائل تستخدمها العصابات، من اغتيالات إلى سرقة بنوك، ثم إلى المزيد من الاغتيالات، وأضاف بشارة، قائلا: إن هناك انطباعًا بأن الحكومة تخطت جميع الحدود من خلال الخطوات التي تتخذها، ولا حاجة للكثير من الذكاء حتى نفهم أن العمليات التي ينفذها شارون تشكل محفزا لوقوع العملية القادمة، وتبقي على دوامة سفك الدماء. .
|