* القدس المحتلة- خاص:
في خطوة للسيطرة التدريجية على المسجد الأقصى المبارك ذكرت تقارير إسرائيلية، نقلا عن مصادر مقربة من الجماعات اليهودية المتطرفة، الناشطة للاستيلاء على المسجد الأقصى أن الشرطة الاسرائيلية تدرس إدخال اليهود إلى المسجد الأقصى المبارك من جهة باب السلسلة، وذلك بعد انهيار الطريق المؤدي إلى باب المغاربة الذي كان يستخدم من قبل الشرطة الاسرائيلية لإدخال المتطرفين اليهود.
وأضافت هذه المصادر أن الشرطة الاسرائيلية طرحت إدخال المتطرفين اليهود من قبل باب السلسلة القريب من باب المغاربة حيث يوجد مقر لحرس الحدود بالقرب من باب السلسلة.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي سيطر في العام 1968 على المدرسة التاريخية المعرفة باسم (المدرسة التنكزية )، وحولها إلى ثكنة عسكرية لمراقبة تحركات المصلين المسلمين.
اليهود المتطرفون يوثقون جرائمهم بحق الأقصى بالصور.!!
إلى ذلك يواصل المتطرفون اليهود اعتداءاتهم على المسجد الأقصى المبارك، برعاية وبدعم من حكومتهم، فلم يكتف هؤلاء من الدخول إلى الأقصى، ومنع المصلين الفلسطينيين من الوصول إليه، بل تجاوزوا ذلك إلى تدمير أعمدة رخامية بداخله وتوثيق جريمتهم بأشرطة الفيديو على مرأى ومسمع الجنود والشرطة الاسرائيلية التي لم تحرك ساكنا..!!
وأكدت مصادر مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية في بيان وصلت الجزيرة نسخة منه: أن مجموعة من اليهود المتطرفين قامت مؤخرا بتحطيم أعمدة رخامية أثرية موجودة في ساحة المسجد الأقصى المبارك، وذلك خلال جولة قام بها المتطرفون تحت حماية أفراد الشرطة الاسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال د.معين صادق مدير عام وزارة السياحة والآثار الفلسطينية ل الجزيرة: تعود تلك الأعمدة الأثرية المحطمة للعصور الإسلامية الأولى، وموضوعة بالقرب من المتحف الإسلامي داخل ساحة المسجد الأقصى، ولم تشفع لها قيمتها الأثرية لدى اليهود المتطرفين.
وحسب بيان مؤسسة الأقصى فقد قامت المجموعة اليهودية المتطرفة البالغ عدد أفرادها ثمانية برفع الأعمدة وبعض التيجان الأثرية وضربوها أرضاً، فيما قام أحدهم بتصوير هذا الاعتداء بواسطة كاميرا فيديو كانت بحوزتهم، دون أن يقوم أفراد الشرطة الاسرائيلية الذين رافقوا المجموعة بمنعهم من ارتكاب هذا الاعتداء، أو منعهم من إدخال كاميرا فيديو، علما بأن الشرطة تفرض حظراً على إدخال الكاميرات إلى باحات المسجد الأقصى، بما في ذلك كاميرات الصحافيين.
وأكدت المؤسسة أن تلك المجموعة توجهت بعد ذلك إلى مدخل المصلى المرواني، الذي يقع تحت المسجد الأقصى، وقاموا بأداء بعض الطقوس والتقاط حجارة صغيرة من ساحة المسجد الأقصى، واحتفظوا بها كما كانوا يلتقطون الصور لبعضهم البعض قبل مغادرتهم بصورة استفزازية.
مسلسل من الاعتداءات ووصفت مؤسسة الأقصى الاعتداء والتصرف اليهودي المتطرف بأنه غوغائي و حلقة من الحلقات المتواصلة في مسلسل الاعتداءات على المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى.
مضيفة في بيانها: ان استيلاء مستوطنين يهود مطلع الأسبوع الماضي بالقوة على ( 16 منزلا ) في حي سلوان القريب من المسجد الأقصى والتهديدات بتفجير المسجد الأقصى شواهد حية على صدق توقعاتها.
فالتجربة الطويلة تفيد أن اليهود لا يحترمون حرمة الأماكن المقدسة، ويقومون بالاعتداء عليها بالتخريب والهدم، ولا ننسى أبدا الحفريات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى، وقيام بعض الأطراف الإسرائيلية بمحاولات متعدّدة لتفجير المسجد الأقصى، وما حريقة عام 1969م عنّا ببعيد.
الانهيار مؤشر على الأخطار القادمة
وفي هذا السياق حذر الدكتور إسماعيل نواهضة في سياق إلقائه خطبة الجمعة في المسجد الأقصى أن المسجد في خطر، مشيرا إلى استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالحفريات تحت أساساته، وتحت ساحاته، أدى إلى إحداث حفريات تمتلئ بمياه الأمطار بفصل الشتاء، وتتسرب تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك ما يعرضه للخطر.
وقال نواهضة في خطبة رصدتها الجزيرة: إن انهيار جزء من الطريق بين باحة البراق وباب المغاربة، مؤشر على الأخطار القادمة.
مضيفا: اننا نأخذ بعين الاعتبار العوامل الطبيعية والأحوال الجوية المتغيرة بين فترة وأخرى، ولكن استمرار الحفريات وعدم سد الفراغات في الجهة الجنوبية، وعدم السماح لدائرة الأوقاف بالترميم، وتغيير المعالم المحيطة بالمسجد الأقصى، والنداءات التي تصدر من جهات وأطراف يهودية متطرفة، وإقامة جدار الفصل العنصري، وعزل القدس والمدن الفلسطينية ومنع المصلين من الصلاة بالمسجد المبارك، كل ذلك يعتبر اعتداءً فادحاً وصارخاً على المقدسات والأرض والإنسان، واعتداءً على المسلمين وعلى الوقف الإسلامي المسؤول عن المسجد والمحافظة عليه. وطالب الشيخ نواهضة في خطبته، العرب والمسلمين بالتدخل لمنع الاعتداءات على المسجد الأقصى والعمل على ترميمه، لإنقاذ المسجد والمحافظة على القدس والعمل على تحريرها.
وكان الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ( اسرائيل ) قال مؤخرا: كل هذه الحوادث المتكررة تؤكِّد صدق صيحة الحركة الإسلامية التي أطلقتها منذ عام 1996، أن المسجد الأقصى في خطر، ومهما حاولت بعض الجهات الرسمية الإسرائيلية نفي وجود مخاطر على المسجد الأقصى بأقوالهم، فإن أفعالهم تؤكد أنهم كاذبون بما يقولون، إنهم يحفرون تحت الأقصى، وينتظرون زلزال، ليهدم الأقصى، لا سمح الله.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، شددت يوم الجمعة الماضي من إجراءاتها العسكرية على مداخل مدينة القدس الرئيسية عبر دوريات عسكرية راجلة ومحمولة، لملاحقة المواطنين الفلسطينيين عبر الطرقات الفرعية والترابية، لمنعهم من الدخول للصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
|