Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

20-6-1391هـ الموافق 13-7-1971م العدد 351 20-6-1391هـ الموافق 13-7-1971م العدد 351
عبدالله التل يكشف مكائد اليهود والصهيونية في كتابه الجديد (جذور البلاء)

عسكري شجاع، وكاتب أديب، ومسلم راسخ العقيدة.. ذلكم هو عبدالله التل كما ينم عنه كتابه الذي أصدره مؤخراً بعنوان: جذور البلاء.. وليس أدل على القائد من خطته، ولا على الكاتب من آثاره، ولا على المؤمن من خلقه واحترام دينه. وذلك ما تحلَّى به مؤلف الكتاب القيم في مادته وأسلوبه وإخراجه وفائدته.. وإن القارئ مهما كانت درجة ثقافته ليستطيع أن يجد عشرات الكتب والمؤلفات والمراجع يتعرف منها على مشكلة العرب والمسلمين الكبرى اليوم، ويقرأ فيها الكثير عن الصهيونية وأفكارها وأخطارها وتاريخها، وعن الشعب اليهودي في حاضره وغابره، إلا أنه -وهذا ما لا شك فيه- لا يستطيع العثور على مثل هذا المعين الوافر من المعلومات التاريخية القريبة والبعيدة والوقائع الثابتة المستقلة من أوثق المصادر وأشهرها، وهذا الميدان الواسع الفسيح الذي عرض فيه المؤلف حقيقة الشعب اليهودي منشورةً بخباياها ومطوياتها على الملأ من كتبهم المقدسة المشوهة التي يدينون بها، ويفرضون أحكامها على العالم قسراً، وهي التوراة التي يسمونها العهد القديم والتلمود.
ولقد أصاب المؤلف المبدع حين وضع العنصر اليهودي في موقعه الطبيعي بين شعوب العالم وأمم الارض، وأظهرهم وهم الذين يمنون على الناس بغبائهم وفريتهم أنهم شعب الله المختار، فإذا بهم الزمرة الحاقدة الضالة المضللة الغارقة منذ ثلاثين قرناً من الزمان أو تزيد إلى أذقانها في حمأة الفساد ومستنقع الرذيلة، الحادية لأبشع وأقبح ما عرفته البشرية من نعوت الخسة وصفات الضعة؛ فقد كانوا منذ عرفهم التاريخ مصدر البلاء والكوارث التي ألمَّت بشعوب الأرض في مختلف العصور والأزمان؛ لما تخلقوا به من صفات نسبوها زوراً إلى كتبهم الدينية التي تولَّتها أيدي زعمائهم وكهانهم بالعبث والتحريف.. وقد فصل المؤلف بأسلوبه الشيق الرصين المبوب المنسق مجمل هذه الصفات وما جرَّت على العالم من ويلات وكوارث مقتبساً ومدللاً بالنصوص التي يدينون بها. وأفاد جزاه الله خيراً حين أزال القناع عن وجوههم، ومزَّق الغشاوة عن أبصار المنخدعين بهم والسائرين في ركابهم، حين أثبت أنهم أصحاب الوعود الكاذبة والكفر والتجديف على الله تعالى، وأنهم دعاة العنصرية والتعصب والانعزال، ومغتصبو الحقوق بقسوتهم وهمجيتهم التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً عند غيرهم، مصوِّراً وناقلاً أبشع الحوادث وأنكرها وأخزاها مع ما لازم تاريخهم الطويل من ضروب الفسق والدعارة والتهتك والفجور إلى حد يمجه القلم واللسان، وكل ذلك منسوب إلى طقوسهم وتعاليم دينهم وأوامر كتبهم (المقدسة)، فضلاً عن المظالم وحوادث البغي والاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال بالغش والسرقة والطمع والخداع، وابتكارهم الرق والعبودية لغيرهم والحقد والغدر والمكر.. أما وضعهم لقاعدتهم العامة الشاملة: الغاية تبرِّر الواسطة.. فالأسفار والشواهد مليئة بوقائعهم السوداء الملطخة بالخزي والعار.. وهم القوم المتمرس في ذلك مع ما هم عليه من الجبن والنفاق والجحود وحب السيطرة والاستعانة بقمة الكبائر وآفتها وهو الكذب والبهتان.وبعدما أوفى الكاتب في الإتيان على صفتهم بالفصل الأول من الكتاب انتقل إلى فصول الكتاب السبعة الأخرى، فاستخرج جذور البغي وأصول الشر من تعاليم اليهود الدينية السائدة التي تنظِّم بل تسير وتسيطر على علاقاتهم مع بعض وصلتهم بغيرهم من الأمم، وذلك فيما سرده من نصوص توراتهم وتلمودهم الزاخرة بالأعاجيب والأسرار والعداء القديم للمسيحية والحقد الشديد على الإسلام والمسلمين بالتفصيل الوافي كما ورد في الفصلين الثاني والثالث، وسجل إساءاتهم البالغة وافتراءاتهم على أنبيائهم وأعمال القتل فيهم والتشهير بهم، والقصص والشواهد في هذا الباب أكثر من أن يحيط بها الحصر.
أما الأسلحة التي اتخذها اليهود لتنفيذ مآربهم، فقد أفرد المؤلف القدير لها فصلاً خاصاً، جعل الماسونية أولها، وهي الحركة المدمرة التي هدمت كيانات الشعوب ومقومات الأمم، واستحوذت على إرادة الحكام والمحكومين في أغلب دول العالم الغربي والشرقي، وزحفت تنخر في أجسام دول المشرق العربية والإسلامية، وكانت هي أم الصهيونية وحليفتها، تلك التي أسهب في بيان نشوئها ومكوناتها تاريخياً وعنصرياً وسياسياً واجتماعياً بصورة تستحق الإعجاب.
وفي فصلي الكتاب الخامس والسادس انصرف المؤلف إلى استعراض أحداث الفتن والمؤامرات اليهودية عبر العصور، وطرق التدمير التي لجأوا إليها في المجتمعات غير اليهودية، وشرح كيف استهدف اليهود وما زالوا يحاولون تحطيم العقيدة الإسلامية وهدم أركانها بأساليبهم الجهنمية الماكرة، وذلك لرسوخ قناعتهم بأنها الحصن الوحيد الذي يقي الإنسانية من شرورهم وآثامهم ومكائدهم وإفسادهم، وبين طرق التدمير وأفانينه المنوعة بما حوت من أساليب الإغراء الجنسي ونشر الفسوق والدعارة في المجتمعات النظيفة واعتبار الفن والأدب مرتكزاً يبثون عن طريقه المزيف حبائلهم، وينشرون رذائلهم دون اعتبار لقواعد الأخلاق وضوابط المجتمع.
ثم تأتي مرحلة الغزو الفكري وسموم المستشرقين المؤتمرين بأوامر الماسونية والصهيونية حينما أعلنوا الحرب الخفية والمكشوفة على الحضارة العربية الإسلامية، وشوَّهوا التاريخ بدسائسهم وحملاتهم التبشيرية الصليبية، وتوجيه الطعون إلى الإسلام ورجاله العظام.
وقد أجاد المؤلف الفاضل وأبدع في فصل كتابه الأخير حينما تكلم عن استراتيجية السماء، ومكانة الإسلام بين الديانات السماوية، واختيار الخالق عز شأنه أمة العرب لبعث خاتم أنبيائه فيهم وحملهم رسالته الخالدة إلى العالمين، ودحض بالأدلة العقلية والنقلية مزاعم الأفَّاكين من أعداء الإسلام الألداء من اليهود والصليبيين والمستشرقين الذين تطاولوا على الدين الإسلامي السمح الحنيف ورسول الإسلام المبعوث رحمة للعالمين، وبيَّن كيف أن الإسلام انتشر في أرجاء المعمورة بالدعوة والخلق القويم والتسامح، لا بالقوة المجردة لكسب المال أو الدنيا، وأتى بالعبرة والعظات من تاريخ المسلمين الزاهر، مستشهداً بالحوادث التي رفع العرب فيها رايات مجدهم على الأمصار عندما كانوا متمسكين بدينهم، سائرين في هداه،
والأخرى التي اخضلَّت فيها شوكتهم عندما تركوا أحكام دينهم وتفرقوا شيعاً وأحزاباً، وختم بملاحق تضمنت خلاصة المقررات أو المحاضر السرية لحكماء صهيون، وخطط التبشير لإخراج المسلمين من دينهم. ومجمل القول فإن كتاب الأديب التل ليس أهلاً لجعله أطروحة الدكتوراة كما ذكر في المقدمة فحسب، بل هو جدير بأن يكون زاد كل قارئ عربي ومسلم، وموضعاً للتقدير والاهتمام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved