في مثل هذا اليوم من عام 1930 قاد الزعيم الهندي غاندي مسيرة احتجاج على احتكار بريطانيا للملح في الهند، وهي تعد أجرأ حركة عصيان أهلية ضد الحكم البريطاني في الهند. كانت القوانين البريطانية تمنع الهنود من جمع الملح أو بيعه.
فكانوا يضطرون لشرائه من البريطانيين الذين كانوا يفرضون ضرائب كبيرة عليه، بالإضافة لاحتكار تصنيعه وبيعه. وفي تحد لقوانين بريطانيا، أعلن غاندي عن المقاومة لسياسات بريطانيا بشأن الملح في حملته الجديدة التي أطلق عليها الساتياغراها أو المقاومة السلمية.
بدأ غاندي من مدينة سابارماتي مسيرة مع 78 من أتباعه متجها إلى المدينة الساحلية داندي، وهناك دعا غاندي مؤيديه إلى جمع الملح من مياه البحر متحديا السياسة البريطانية، وفي طريقه إلى هناك، كان غاندي يخاطب حشودا كبيرة من الناس، وفي كل يوم كان عدد المشاركين له يزداد، وعند وصوله إلى داندي كان غاندي على رأس عشرات الآلاف من الهنود. وتحدث غاندي إلى هذه الجموع وأدى بعض الصلوات، ثم سار بهم إلى البحر لجمع الملح.
وأمرهم غاندي بجمع الملح من على الشاطئ مع كل عملية مد لمياه البحر. بيد أن رجال الشرطة قاموا بإحباطه وألقوا بالملح الذي جمعوه في الطين. ورغم ذلك، قام غاندي بإخراج كتلة من الملح الخام من الطين وتم خرق القانون البريطاني.
وفي داندي انضمت آلاف أخرى من المواطنين إلى المسيرة، وفي مدينتي بومباي وكراتشي، قاد الوطنيون الهنود حشودا أخرى من أجل جمع الملح. وبدأ التمرد ينتشر في جميع المدن الهندية ، وشارك الملايين في هذه المقاومة. وقامت السلطات البريطانية بإلقاء القبض على 60,000 منهم. وألقي القبض على غاندي، ولكن المقاومة السلمية استمرت بدونه.
وفي يناير 1931، تم الافراج عن غاندي، والتقي مع اللورد إروين النائب البريطاني في الهند واتفقا على أن يوقف غاندي المقاومة السلمية على أن تتم دعوته إلى المشاركة في مؤتمر لندن للتفاوض من أجل مستقبل الهند.
|