في مثل هذا اليوم من عام 1938، أعلن أولدف هتلر عن قيام تحالف بين ألمانيا والنمسا وضم دولة النمسا الصغيرة إلى ألمانيا الكبيرة. كان الاتحاد مع ألمانيا هو حُلم الديمقراطيين الاجتماعيين الاستراليين منذ عام 1919 . إلا أن ظهور هتلر وحكمه الاستبدادي جعل هذا الاقتراح لا يلاقي قبولاً كبيراً وجعله مدعاة للسخرية على الرغم من أن هتلر، النمساوي الأصل، كان يحلم أيضاً بالاتحاد مع النمسا. ومع أن هتلر لم يوافق كليةً على الاتحاد مع الديمقراطيين الاجتماعيين الاستراليين، إلا أن ظهور حزب الجناح اليميني الموالي للنازي داخل النمسا في منتصف الثلاثينيات قد مهد الطريق لهتلر للقيام بهذه الخطوة. وفي عام 1938، وافق المستشار النمساوي كورت فون شوشنج- بضغوط من هتلر على ترك مساحة أكبر للوجود النازي داخل النمسا.
وقام بتعيين وزير للشرطة النازية وأعلن العفو العام عن جميع المساجين النازيين. وكان شوشنج يأمل في أن الموافقة على مطالب هتلر سيحول دون الغزو الألماني للنمسا.
بيد أن هتلر أصر على المزيد من التأثير والنفوذ الألماني على الشؤون الداخلية وضع المزيد من القوات الألمانية داخل النمسا. هذا وقد تبرأ شوشنج من الاتفاق الذي تم التوقيع عليه وطالب بعقد استفتاء عام حول المسألة.
إلا أن الاستفتاء تم إلغاؤه بسبب المكائد التي حاكها هتلر وأتباعه داخل النمسا.ورفض الرئيس النمساوي فيلهلم ميكلاس تعيين مستشار موالٍ لألمانيا النازية بدلاً من شوشنج. ثم قام وزير الخارجية الألماني هيرمان جورج بإحداث أزمة مفتعلة مفادها الادعاء بأن ألمانيا تحصل على مساعدات من داخل الحكومة النمساوية. دخلت القوات الألمانية النمسا. وأعلن هتلر الاتحاد بين البلدين، وفي النهاية تم إجراء الاستفتاء العام في 10 أبريل. وجاءت نتيجة التصويت لصالح الاتحاد بين ألمانيا والنمسا بنسبة 7.99 في المائة.
وأصبحت النمسا الآن هوية غير معروفة استوعبتها ألمانيا. وسُرعان ما بدأ النازيون يمارسون سياستهم القاسية والعنيفة وذلك باضطهاد المنشقين السياسيين.
| 
