Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إعلان مبدأ ترومان إعلان مبدأ ترومان

في مثل هذا اليوم من عام 1947 في خطاب مثير أمام لجنة الكونغرس المشتركة طلب الرئيس هاري ترومان من الولايات المتحدة تقديم المساعدات لليونان وتركيا للحد من السيطرة الشيوعية على البلدين. وظل المؤرخون يستشهدون طويلاً بهذا الخطاب، الذي عُرف بمبدأ ترومان كإعلان رسمي عن الحرب الباردة.
وأخبرت الحكومة البريطانية الولايات المتحدة بأنها لم تعد تقدم المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي كانت تُقدمها لليونان وتركيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ورأت حكومة ترومان أن كلا البلدين شعرا بالتهديد من الشيوعية واتخذا موقفاً عنيفاً ضد روسيا. وفي اليونان، كانت القوات اليسارية تقاتل الحكومة الملكية اليونانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي تركيا، كان السوفيت يطالبون بالسيطرة على الدردنيل، وهي المنطقة التي كانت تسيطر تركيا من خلالها على الممر المائي من البحر الأسود على البحر المتوسط. وأعلن ترومان أمام لجنة الكونغرس المشتركة أن العالم سيواجه خياراً في الأعوام القادمة. وأن الدول يمكن أن تنتهج أسلوب في الحياة مبني على إرادة الأغلبية وأن الحكومة تقدم ضمانات للحرية الفردية أو أن الدول ستواجه طريقة في الحياة مبنية على إرادة الأقلية المفروضة كراهية على الأغلبية. وقال ترومان إن نظام الحكم الأخير يعتمد على الإرهاب والقمع . وذكر أن اليونان كانت مهددة بسبب الأنشطة الإرهابية للمسلحين الذين يقودهم الشيوعيون، وكان من اللازم على الولايات المتحدة أن تدعم اليونان حتى تصبح ديمقراطية ذات دعم شخصي واحترام للذات. كما كان الأتراك في حاجة إلى الدعم للمحافظة على سلامة أراضيها. وأعلن الرئيس أنه من الواجب أن تكون سياسة الولايات المتحدة هي تقديم المساعدات للأحرار الذين يقاومون الاستعباد من جانب الأقليات المسلحة أو من الضغوط الخارجية. وطلب ترومان تخصيص 400 مليون دولار كمساعدة للبلدين. ووافق الكونغرس على طلبه بعد شهرين.
وكان مبدأ ترومان إعلاناً صريحاً للحرب الباردة. وأوضح ترومان في خطابه الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية في الحرب الباردة وهي: أن الاتحاد السوفيتي كان هو مركز النشاط والحركات الشيوعية في جميع أنحاء العالم، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لحماية الدول من العدوان الشيوعي.
هذا ولم يعتنق الجميع مذهب ترومان، فالبعض أدرك أن تيتو اليوغسلافي كان هو الداعم للتمرد في اليونان، علاوة على أن الروس لم يكن يطالبون بالسيطرة على الدردنيل. وزاد مبدأ ترومان من قمع البلدين لشعبهما. كما وضع المبدأ الخطوط العريضة للصراع بين روسيا وأمريكا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved