يوافق هذا اليوم من عام 1921افتتاح مؤتمر القاهرة الذي عقده وزير المستعمرات البريطاني وينستون تشرشل، الذي أسفر عنه تغيير كثير من الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
كان انتهاء الحرب العالمية الأولى يعني حلول الفوضى والتوتر في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد انهيار الامبراطورية العثمانية، حيث لم تكن هناك سلطة قوية في المنطقة، يمكنها أن تسّير الأمور، وتعمل على إرساء دواعم الاستقرار.
كانت هناك عدة أمور أخرى ساعدت على زيادة التوتر في المنطقة، كان من أهمها النزاعات الداخلية بين البلدان العربية، كما لا يمكن إغفال دور القوى الاستعمارية المتنازعة على احتلال المنطقة، فكان هناك التنافس البريطاني الفرنسي من جهة، بينما كان التنافس البريطاني الروسي من جهة أخرى، أما أهم المشكلات في تلك الفترة التي كانت قد بدأت تطفو على سطح الأحداث فكانت القضية الفلسطينية.
يذكر أن مؤتمر القاهرة لم يكن التجربة الوحيدة لمحاولة الحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وإنما كان هناك مؤتمر باريس الذي عقد في وقت سابق، إلا أن مؤتمر باريس لم يتمكن من حل النزاعات المتصاعدة في المنطقة، الأمر الذي بات يهدد المصالح البريطانية في منطقة الشرق الأوسط بشكل مثير، واستمر الوضع في الشرق الأوسط على هذا الحال حتى اندلعت أعمال العنف، وشملت كلا من فلسطين ومنطقة الأردن بالإضافة إلى سوريا. كان ذلك عام 1920م، حينما أدركت بريطانيا أنه من الواجب عليها التحرك للمحافظة على مصالحها الشرقية، ولتحديد ما إذا كانت سوف تتخذ الإجراءات من أجل خوض معارك استعمارية مرة أخرى.
وقد تمكن وينستون تشرشل بعد نهاية المؤتمر من المحافظة على المصالح البريطانية في المنطقة الاستراتيجية التي كانت تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى حدود منطقة الخليج, والأهم من ذلك أن المؤتمر قد أرسى حدود العلاقة بين كل من بريطانيا والدول العربية.
ومن نتائج المؤتمر المباشرة، كان إقامة الحكم الملكي في العراق، وتعيين الملك فيصل حاكماً عليها، كما أدى المؤتمر إلى إقامة سلطة إدارية في منطقة الأردن التي كانت نواة لتوحيد الدولة الأردنية فيما بعد.
|
