يتساءل الكثير منا عن أهمية الأسنان اللبنية للطفل، ولماذا يجب الحفاظ عليها - بالرغم من أن الطفل سيفقدها، وستظهر له الأسنان الدائمة -، وما الفوائد الكبيرة التي تعود عليه وما سيؤدي إهمالها من مشاكل مستقبلية.
تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور في الشهر السادس من عمر الطفل، وفي بعض الحالات يمكن أن يتقدم أو يتأخر الظهور بضع شهور، ويستمر ظهورها حتى السنة الثانية والنصف إلى الثالثة من العمر إلى أن يكتمل عددها (20 سناً)، وخلال فترة التسنين قد يحدث التهيج الموضوعي للثة، إضافة إلى زيادة في إفراز اللعاب وفقدان الشهية وزيادة في عض الأشياء.
وتقوم الأسنان اللبنية بدورها الوظيفي المطلوب للحفاظ على الصحة العامة للطفل، فهي تساعد على المضغ السليم، وبالتالي هضم الطعام. كما أنها تحافظ على المسافة اللازمة لظهور الأسنان الدائمة في وضعها الطبيعي (الإطباق السليم)، فضلاً عن مساعدتها للطفل على النطق الصحيح وبناء الثقة اللازمة خلال مرحلة الطفولة.
إن إهمال العناية بالأسنان اللبنية، ومن ثم تسوسها وفقدانها في مرحلة مبكرة، تجعل الطفل عرضة للآلام والالتهاب وسخرية الأطفال الآخرين. حيث أظهرت الدراسة التي أجريت في كلية طب الأسنان في الرياض أن نسبة التسوس في أطفال ما قبل سن الدراسة (تحت 6 سنوات) تبلغ (74.6%).
ولهذا تأتي أهمية العناية بالأنسان - خصوصاً - اللبنية، على النحو التالي:
1 - العناية بها منذ فترة الحمل، وذلك عن طريق تناول الأم للغذاء السليم، وتجنب الأدوية الضارة بالأسنان لأن بعضها يمكن أن يؤدي إلى ضعف في تكوين السن، أو التأثير على لون السن، وبعد الولادة يفضل تجنب إعطاء الطفل الرضاعة المحتوية على الحليب أو السوائل المحلاة بالسكر لوقت طويل أثناء الليل حتى لا تتآكل الأسنان.
2 - العناية بها خلال الشهور الأولى إلى عمر سنة، وذلك باستخدام قطعة من القماش أو الشاش لتنظيف اللثة ومن ثم الأسنان. ومن سنة يمكن استخدام فرشاة صغيرة ناعمة ومن ثم يستخدم معجون الأسنان بنسبة ضئيلة حالما يتعود الطفل على إخراج بقاياه من الفم. وما بعد ثلاث سنوات فيفضل تنظيف الأسنان بعد كل وجبة وخصوصاً ما قبل النوم، ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف أحد الوالدين، لأن الطفل لا يستطيع تنظيف الأسنان الخلفية، مما يجعلها عرضة للتسوس بشكل كبير.
3 - المحافظة على تناول الغذاء السليم حيث يعد ذلك من أهم العوامل التي تساعد على الحفاظ على الأسنان. لذلك من الأفضل التقليل من إعطاء الأطفال الحلوى القاسية، والمتلاصقة والمشروبات الغازية، فقابلية التسوس لا تقاس بكمية السكر في الطعام فقط، وإنما بالمدة التي يستغرقها في الفم، إضافة إلى عدد المرات. كما يجب التنبيه إلى أن معظم أدوية الأطفال تحتوي على سكر، ولذلك من المستحسن أن يتم تنظيف الأسنان بعد تناول الدواء.
4 - تعتبر مادة الفلورايد آمنة وفعالة في التقليل من التسوس بشكل عام، حيث يتعرض الأطفال لمصادر متعددة من الفلورايد من خلال مياه الشرب والغذاء ومعاجين الأسنان.
أما بالنسبة للإضافات المحتوية على الفلورايد مثل الحبوب والشراب، يجب إلا تُعطى إلا بعد استشارة الطبيب لأن الإساءة في استخدامها يعرض الطفل للإصابة بحالة التفلور الزائدة للأسنان.
5 - تجنيب الطفل من بعض العادات الفموية، حيث إن عادة مص الأصابع أو اللهاية مثلاً من أكثر العادات شيوعاً، بالرغم من أنها تعد شيئاً طبيعياً في السنوات الأولى من العمر، ويتوقف الطفل في الغالب من نفسه لاحقاً، وهذه العادة - أي مص الإصبع - انها تعطي الطفل شعوراً بالراحة والأمان، ولكن استمرار هذه العادة لفترة طويلة وخصوصاً في مرحلة ظهور الأسنان الدائمة أو زيادة في شدتها، يؤدي إلى ظهور بعض التغيرات في الأسنان مثل عدم انطباق الأسنان الأمامية أو بروز بعض للأسنان العلوية.
تلك هي أهم طرق العناية بالأسنان اللبنية، وتبقى المسؤولية على عاتق الأباء بتوعية أطفالهم ونصحهم بالتوقف عن العادات التي تؤثر على أسنانهم، مع عرض الطفل على طبيب الأسنان وبشكل دوري ومستمر، نحو أسنان سليمة تنعكس - بمشيئة الله - على سلامة وصحة الطفل.
د. ليلاس المهتدي |