Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
للعقلاء فقط..!!
محمد الشهري

أتابع العديد والعديد من التنافسات الكروية التي تدور رحاها على اكثر من صعيد.. وبخاصة في بلدان الجوار.. فوجدت أن مجرياتها تحفل بنسب أعلى بكثير مما يحدث عندنا من ملابسات وأحداث تحكيمية وغير تحكيمية داخل المستطيل الأخضر.. كذلك فان من ابرز ما لاحظته يتمثل بالتزام كافة الأطراف المتنافسة بأدب التخاطب وبعدم نقل ما يجري من أحداث إلى خارج نطاق الملعب، وخصوصاً إلى الإعلام بكافة أشكاله.
** وكثيراً ما شاهدت المهزوم يبادر إلى تهنئة الفائز، مع الاعتراف العلني بأحقيته بذلك الفوز دون أن يعزوه إلى أي من العوامل التي أضحت عندنا (ماركة مسجلة).. وشاهدت الفائز لا ينتقص من قدر منافسه بأي شكل من الأشكال.. ودون أي استعراض للعضلات، أو التحدث بفوقية فارغة!!.
** وقبل ذلك وبعده: لم أشاهدهم يتهافتون على الكاميرات كالفراش لاستعراض المهارات في فنون الردح والقدح وتحقير عباد الله كما لو انهم هم من الملائكة وبقية الناس شياطين (؟!!).
** رأيتهم لا يتحدثون إلا بما يتطلبه الموقف والحاجة وبما لا يتجاوز حدود الاختصاصات الفنية والإدارية، وبالكثير الكثير من التأدب والاحتشام لأنفسهم وللغير، وبما يرفع من قدرهم وهيبتهم ومكانتهم في نظر الآخرين.. لذلك تبدأ عندهم المنافسة وتنتهي في إطارها الطبيعي دون أية خسائر أخلاقية أو قيمية، فتتحول إلى كرنفالات تسودها المحبة والألفة (؟!).
** الأمر الذي لا أعرف كنهه حتى اللحظة هو: هل تم ذلك بفضل تعليمات وتوجيهات رسمية.. أم أن المثل هي التي فرضته فجاء أقوى من أية تعليمات رسمية.. وسواء تم ذلك عن طريق الافتراض الأول أو الثاني فكلاهما حسن ومحمود.
** جالت تلك الصور المثالية بخاطري وأنا أعيش حقيقة مرارة بعض ما يحدث في وسطنا الرياضي من ممارسات هدامة بحق المستقبل الرياضي والشبابي سواء داخل الملاعب أو خارجها.. رغم أننا (بدون غرور) الأحق والأولى بأن نكون القدوة الحسنة لغيرنا بحكم موقعنا وتاريخنا وتجاربنا الرياضية وغير الرياضية.. وتزداد حدة المرارة في أعماقي عندما تتضح حاجتنا إلى تلمس الأمثلة والدروس في تعاملات من هم أقل منا تجربة، وأقصر باعاً في التمسك بالمثل النبيلة (؟!!).
** وتصيبني الدهشة عندما أرى جهات الاختصاص تضرب صفحاً عن تجاوزات وممارسات ما كان يجب التمادي في ممارستها.. وبالتالي ما كان يجب السكوت عن ذلك التمادي بأي حال من الأحوال (؟!!).
** لمصلحة من يتم السكوت عن محاولة اختزال معظم همومنا واهتماماتنا ومشكلاتنا الجاثمة على صدور العقلاء في ذلك الجلد المنفوخ وحوله.. وجعله الشغل الشاغل والقضية الأولى رغم أنه جانب من عدة جوانب وليس كل الجوانب (؟!!).
** وكيف سُمح بضغط ذلك الجانب بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات إلى (ملهاة) اسمها التحكيم (؟!!).
** قطعاً لا أحد ينكر أن كرة القدم أضحت تمثِّل أحد أهم العناوين البارزة في تقدم الأمم جنباً إلى جنب مع بقية العناصر.. وأنها قد تحقق للأوطان ما لم تحققه حقول أخرى.. وأنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم.. كذلك فان التحكيم هو أحد أهم الركائز الأساسية إما إلى الارتقاء والانطلاق، وإما إلى الانحدار.. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال يقول: ما دام الأمر كذلك فلماذا ندع هذا الأمر والشأن المهم ألعوبة في أيدي ثلة ممن اثبتوا فشلهم الذريع في التعامل مع المستجدات المتلاحقة (؟!).
** أفلا تلاحظون معي أننا منذ عدة سنوات ونحن نفطر ونتغدى ونتعشى على مائدة المشكلات التحكيمية.. وأنه كلما طرأت زوبعة طرفها أو أساسها التحكيم بما فيها تلك المفتعلة نسمع ونقرأ من الوعود القاطعة ما الله به عليم.. وكلها تؤكِّد على حتمية وضع حد لكل ما يجري بدءاً باجتثاث أسباب المشكلة من جذورها، والعمل على الإصلاح و التطوير واستحداث اللجان الكفيلة بتحقيق تلك الحتميات.. ومع ذلك لا الأحوال انصلحت، ولا أسباب المشاكل اجتثت.. بل نمت وترعرعت وأضحت أكثر قابلية للتصعيد.. وهذا نتاج حتمي دون ريب لمبدأ (خل الدرعا ترعى) ؟!
** لماذا لا نعترف بأن الوسط الرياضي يعج بأصحاب الهوى من إداريين ورؤساء أندية لا يهمهم بالدرجة الأولى سوى مكاسبهم الخاصة التي لا تتحقق إلا عن طريق الأندية دون النظر إلى المصالح العليا.. وأن ثمة من الكوادر القيادية سواء في الأندية أو اللجان العاملة في أكثر من مرفق رياضي وشبابي مَن ضررهم أضعاف نفعهم.. وبالتالي وجوب توجيه الشكر لهم على ما قدَّموه مصحوباً بعبارة (أريحوا واستريحوا) وفي مقدمتهم رئيس لجنة الحكام المغلوب على أمره.. الذي رضي القيام بدور ناظر مدرسة الأخلاق الحميدة في مسرحية مدرسة المشاغبين.. إذ ليس من المنطق أن يكلَّف أي شخص ضعيف الشخصية مهما أوتي من علم للتعامل مع قطاع يعج بالمشاغبين إلا إذا كان ذلك الإجراء مقصوداً (؟!).
الخلاصة
إذا كنا نريد أن تسير رياضتنا بكافة فعالياتها في سياقاتها الطبيعية.. وفي مساراتها الصحيحة، فعلينا تنقيتها من الملوثات بكافة أشكالها وصنوفها.. ولنبدأ بإدارات الأندية واللجان المختصة.. وأن نقضي على المجاملات والمحسوبيات بكل درجاتها تماماً.. وإلا فإن ما نبات فيه نصبح فيه وكأنك يا بو زيد ما غزيت (؟!).
نجم الموسم..!!
** يوشك الحكم الصاعد عبد الرحمن الجروان أن يكون نجم الموسم التحكيمي الحالي دون منازع.. وما علينا سوى انتظار بقية مشاركاته من خلال ما تبقى من لقاءات لهذا الموسم..
** ولعل إدارته للقاء الكبير الذي دار بين الاتحاد والنصر في إطار مسابقة كأس سمو ولي العهد الأمين يوم السبت الماضي فرصة منحته الضوء الأخضر للانطلاق صوب القمة.. فقد تجلت قدراته وكفاءته العالية في مجمل القرارات التي اتخذتها خلال مجريات اللقاء.. والتطبيق السليم لمعظم بنود القانون بقدر عالٍ من الدقة التي تنم عن مخزون معرفي وافر.. فضلاً عن قدر أوفر من الثقة بالنفس سهلت كثيراً من مهمة تجسيد وتطبيق القانون دون تلعثمات أو ارتباكات.. وإذا استمر حكمنا الصاعد الجروان على هذا المنوال، فلا شك أن ذلك يبشِّر ببزوغ نجم تحكيمي سيكون له شأن كبير في قادم المواسم.
** فقط ما على الجروان إن كان يبحث عن النجاح والتميُّز سوى عدم الالتفات لما يردده أصحاب الهوى والمنافع الخاصة، سواء كانوا من الذين يريدون (مهنا) آخر أو (إبراهيم) جديد.. أو كانوا من الذين لهم بعض الحسابات الخاصة لدى هذا الطرف أو ذاك، ويريدون تصفيتها على حسابه (؟!).
** كما آمل ألا يخذلني بمجرد نيله للدولية كما سبق أن خذلني زميله علي المطلق عندما أشدت به في نهاية الموسم الماضي.. وتوقّعت أن يكون جابر عثرات التحكيم.. إلا أنه وبمجرد أن تقلَّد الدولية تبدلت أحواله وتحول إلى مطلق آخر من فئة (مع الخيل يا شقرا).. لذلك فإن الفرصة مؤاتية للجروان ليثبت أن التحكيم لدينا بخير متى ما أبعدناه عن أجواء البلطجة الفكرية التي يمارسها البعض لتحقيق أهداف لم تعد خافية على أحد.. بالتوفيق يا جروان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved