Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المراقبة تُقلِّل من خطر ضياع الأطفال المراقبة تُقلِّل من خطر ضياع الأطفال

(ريما) الطفلة التائهة قضت اثنتي عشرة ساعة في (عبارة) على الطريق العام في أرض رطبة في يوم قارس شديد البرودة، في أيام نخشى على أطفالنا من البرد وهم تحت الأغطية وفي غرف مكيفة. ومع ذلك فكل يوم يمر عليهم من أيام الشتاء دون زكام أو التهاب رئوي أو التهاب لوز فهو مكسب لهذه الأسرة التي طالما عانى بعض الأطفال فيها من أمراض الشتاء المزمنة.
وفي العدد 11452 وتاريخ 14-12-1424هـ وأنا أقرأ الخبر وأتذكر حال هذه الفتاة الصغيرة ذرفت عيناي بالدموع، وتذكَّرْتُ ابنتي (أمل)، وهي في نفس عمرها، عندما تاهت في النفود بين الرمال وهي تريد العودة، وقد تشابهت عليها الكثبان الرملية، فسارع الجميع للبحث والتصويت، وكانت تهرول بعيدة داخل النفود.
تذكَّرتُ موقفها وموقف (ريما) المسكينة وغيرها من الأطفال الذين تاهوا عن أهلهم. ورغم أن هؤلاء الأطفال المساكين يعانون عند فقدهم إلا أن معاناة أهلهم لا تقل عن معاناتهم؛ فحالتهم في سوء حتى يعود هذا الطفل التائه، وربما تعرَّض والده أو والدته إلى مرض أو صدمة تلازمه طول العمر بسبب الصدمة التي أصابته بعد فقده طفله العزيز.
ففي هذه المواقف لا نلقي اللوم على أحد؛ فالجميع مسؤولون عن هذا الحدث (الأب - الأم - الخادمة - الإخوة - الطفل نفسه).
كل هذه العوامل جعلت هذا الطفل يتحرر من القيود، خصوصاً عند الذهاب إلى الاستراحات أو المزارع أو البر؛ حيث يستمتع الجميع بمنظر آخر، ويلهو الأطفال، ويشترك الجميع في المسئولية، ولا تحس الأسرة بالخطر إلا عندما تفقد أحد أفرادها، فتحاول هذه الأسرة المنكوبة أن تحافظ على بقية أطفالها مستقبلاً.
أما مَن لم يُعَانِ من هذه المواقف فإنه يستبعد الضياع، ويقلل من قيمته، ويقول: دعهم يلعبون ويستمتعون بما حولهم دون رقيب أو حسيب.
ولتلافي هذه المشكلة يجب أن نحدِّد مسؤولية كل فرد من أفراد الأسرة، ويكون كل منهم مسؤولاً عن عمل معين يُوكل إليه، وحتى الأطفال نحدد كل طفل أو مجموعة منهم مسئولية مَن مِن أفراد الأسرة، ويتابع كل منهم ما تحت يده من هؤلاء الأطفال؛ ليبقوا طوال الوقت تحت أعين الجميع، وبذلك نأمن إن شاء الله من خطر الضياع، ونحافظ على هؤلاء الصغار الذين هم أمانة في أعناقنا، ولن يُسامح نفسه مَن فقد طفلاً بتفريطٍ منه، سواء كان مباشراً أو غير مباشر. وفَّق الله الجميع، وحفظهم من كل سوء أو مكروه.

محمد عبدالله الحميضي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved