Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المملكة والإرهاب المملكة والإرهاب
قبلان بن صالح القبلان/وزارة التربية والتعليم

يعلم الجميع أن هذه الدولة المباركة قامت على تحكيم شرع الله منذ قيام الدعوة السلفية السعودية الأولى في نجد عام 1158هـ على يد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله- فكانت الدولتين السلفيتين الأولى والثانية وعمت دعوتها كافة أنحاء الجزيرة العربية وخارجها إلى بعض البلاد الإسلامية في آسيا وأفريقيا. ثم قامت هذه الدولة السلفية الثالثة (امتداداً لسابقتيها) على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله- ولقد وطد دعائم هذه الدولة منذ قيامها على هدي من الكتاب والسنة، فكان الأمن مضرب المثل فيها. لكن وبالرغم من الجهود التي قامت بها الدولة السعودية بأدوارها الثلاثة إلا أنها لم تسلم من الإرهاب منذ أولياتها. فالمطلع على تاريخها يجد أن أول إرهاب حسي كان مقتل الإمام عبد العزيز بن محمد في مسجد الطريف بالدرعية في الدولة السعودية الأولى عام 1218هـ ثم مقتل الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة الثانية عام 1249هـ. ثم لا ننسى الإرهاب الذي حصل لتفجيرات الرياض في عهد الملك فيصل -رحمه الله- عام 1387هـ من بعض اليمنيين ثم تبعه عام 1395هـ مقتل الملك فيصل -رحمه الله- وفي عام 1400هـ حصلت فتنة الحرم أكبر حملة إرهابية في عهد هذه الدولة المباركة وهي حركة جهيمان العتيبي التي احتلت الحرم المكي الشريف وقتلت عدداً من المسلمين بحجة مبايعة إمامهم المهدي محمد القحطاني. وتبع ذلك الإرهاب الذي حصل عام 1407هـ في السابع من ذي الحجة وقيامهم بالمظاهرات والقتل في مكة المكرمة والخسائر المادية الكثيرة. وفي عام 1409هـ قيام مجموعة بتفجيرات مساء يوم السبع من ذي الحجة أمام المسجد الحرام من الشرق نتج عنه قتل شخص واصابة عدد من الأشخاص بجروح وخسائر مادية. واستمر الإرهاب الحسي حيث قامت مجموعة من الشباب السعودي بتفجيرات العليا عام 1416هـ راح بسببها عدد من النفوس البريئة من المستأمنين ونتج عنه خسائر مادية. وفي 9 صفر عام 1417هـ وقعت تفجيرات الخبر نتج عنه قتل وجرح عدد من المسلمين والمستأمنين بالإضافة للخسائر المادية. وبعد ان خبأ الإرهاب فترة ظهر في الرياض في بداية عام 1424هـ حيث تم العثور من قبل قوات الأمن على مجموعة من المتفجرات في حي الجزيرة بالرياض عام 1424هـ، وفي 11 شهر ربيع الأول 1424هـ حصلت تفجيرات في مجمع البليهد والحمراء والذي راح ضحيته عدد من المسلمين والمستأمنين وخسائر فادحة. وفي شهر رمضان المبارك اكتشف رجال الأمن عدداً كبيراً من المتفجرات في حي الخالدية بمكة المكرمة في بلد الله الآمن مما يؤكد ان الإرهاب لا حرمة له ولا وطن. فليس أكبر من هذا الجرم الخطير في أقدس بقعة على وجه الأرض التي حرمها الله ولم يحلها لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا ساعة من نهار وذلك يوم الفتح الأكبر فتح مكة حرسها الله. وفي الثاني عشر من رمضان لعام 1424هـ فجر الخوارج مجمع المحيا في الرياض فكانت فاجعة هزت كل مسلم في هذا الشهر الكريم حيث قتل عدد من المسلمين والمستأمنين من النساء والأطفال والكبار وخسائر فادحة في الممتلكات. مما يدل على أن هذه الفئة لا تراعي حرمة المكان الفاضل والزمان الفاضل.
وهذا يدل على ان هذه الدولة السلفية عانت من الإرهاب زمناً طويلاً في أوقات مختلفة عسى الله أن يوفقها لكبح جماح أهل الفساد والإفساد في أرض الحرمين الشريفين وليحكم فيهم بحكم الله حكم المحاربين الذين يفسدون في الأرض.
وفق الله ولاة الأمر وأعانهم على قطع دابر هؤلاء الخوارج والله الهادي إلى سواء السبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved