قبل عشر سنوات تقريباً أعلن المغفور له إن شاء الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (جائزة الأمير فيصل بن فهد لثقافة الطفل) وكان هذا المشروع الوطني الرائد هو فعلا ما نحتاجه للنهوض بالخدمات التي تعنى بشريحة هامة هي الأطفال ولكن المشروع لم ير النور كما خطط له وكما أراد له صاحبه!! ولنا أمل كبير في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل لاحياء هذا المشروع تكريماً للأمير الراحل ورعاية للأطفال الذين ما زالت برامجنا تجاههم تحتاج إلى وقفة! ولعل هذا المشروع ينتج عنه بعد ذلك إنشاء المجلس الأعلى للطفولة وهذا المجلس أصبح ضرورياً نظراً لازدياد شريحة الأطفال في المملكة حيث تفيد إحدى الدراسات ان الأطفال في المملكة تحت سن الرابعة عشرة يشكلون 42% من مجموع السكان وهذه بلا شك نسبة كبيرة يفترض ان لها متطلبات يجب التنبه إلى تحقيقها، ولعل نظرة موضوعية إلى حال الأطفال لدينا نجد انه لا يوجد جهة معية تهتم بهم وتفرد لهم الدراسات والبحوث وترعاهم الرعاية الثقافية والترفيهية.
فالمدرسة هي المؤسسة الوحيدة التي ينظم إليها الأطفال وهي الوحيدة كجهة رسمية تقدم خدماتها. ولكن المدرسة لم يكتف بها في كثير من الدول فالمدرسة لديها مهمتها الأساسية وهي التعليم والترفيه بحدود إمكانياتها ومن خلال منهج محدد لكن الأطفال لهم متطلبات أخرى لا تستطيع المدرسة القيام بها لأن ذلك خارج عن نطاق تخصصها.
وفي كثير من الدول التي تهتم بالأطفال أنشئ مجلس أعلى للطفولة وفي بعضها أنشئت المديرية العامة للطفل كلها تصب اهتمامها في شريحة الأطفال فتوفر لهم البرامج الثقافية والترفيهية وتعقد لهم الندوات والمؤتمرات والدراسات، وتهتم باحتياجات الطفل الذي ترى الكثير من الدراسات ان الإنسان تتشكل 80% من شخصيته في مرحلة الطفولة.
ان المجلس الأعلى للطفولة مهم لأنه سيصبح المرجع الرسمي لوضع الخطط والإستراتيجيات التي تعنى بالطفل وتربيته وتعنى أيضا بالمجلات والكتب والإشراف عليها وحماية الأطفال مما يعتريهم من تيارات ثقافية مخالفة تهب ذات اليمين وذات الشمال. ولكن قبل ذلك فان إحياء مشروع جائزة الأمير فيصل بن فهد في غاية الأهمية نظراً لجاهزية المشروع وهو فقط يحتاج إلى لجنة متخصصة من أهل التجربة الحقيقية في مجال أدب الطفل وثقافته!!
|