صدر قرار خادم الحرمين الشريفين بإجراء انتخابات بلدية السنة القادمة. ولو عدنا إلى فترة ما بين الستينات والسبعينات لوجدنا أن آخر مجلس بلدية تم تشكيله في تلك الفترة، فنلاحظ أن هناك جيلاً ونصف جيل تقريباً بين آخر انتخابات بلدية والانتخابات القادمة. وذلك يعتبر حدثاً سياسياً واجتماعياً جديداً مختلفاً على المجتمع السعودي. فأرى أن الشارع السعودي يحتاج إلى توعية وتثقيف وتكثيف إعلامي يتبناها الإعلام الرسمي بجميع الجهات، ليعي المواطن بأهدافه ونتائج هذه الانتخابات.
إن قرار خادم الحرمين من خلال إجراء الانتخابات البلدية يهدف إلى تحقيق مشاركة المواطن في مناقشة وتشريع ما يهمه، ويكون للناخبين رأي مسموع ويطلع على شؤونه الداخلية. عندما نبدأ أي عمل يجب أن نكون على قدر من المسؤولية وأن أول خطوة هي بنفس أهمية الخطوة الوسطى والخطوة الأخيرة، فالانتخابات غداً ولم نشاهد ولم نسمع ولم نقرأ من يُعرف للمواطن السعودي أي كان مستواه الثقافي ما معنى الانتخاب وأهدافه ومراحله ومن يحق له الانتخاب. وما هي مسؤوليات الناخب وواجبات المنتخب؟ أسئلة كثيرة نريد الإجابة عليها، فقد شكلت لجنة للإجابة عن هذه الأسئلة وقد مضى على قرار خادم الحرمين الشريفين 5 أشهر ولم نسمع ولم نقرأ من أحد منسوبي تلك اللجنة ليوضح لنا آليات الانتخاب. فقد يكون هناك قصور من اللجنة أو من الإعلام الرسمي، فيجب أن نسلط الضوء على هذا الحدث الذي سوف يحقق لهذه البلاد ومواطنيها في العقود القادمة ويخلق لهم ثقافة ووعياً بمدى أهمية المشاركة لتحقيق درجة من تفاعل الشعب ومشاركته مع السلطة خصوصاً ونحن في أول انتخابات بلدية بعد انهيار القوى الشرقية وبعد العولمة وبعد منظمة التجارة العالمية. ويجب أن يضيف مجلس الشورى الموقر إلى أجندة اعماله مناقشة آليات وخطط اللجان المشرفة على الانتخابات ويستدعي ويناقش المسؤولين والبحث في تذليل العقبات وتمهيداً للانتخابات على مستوى عالٍ من الوعي والنزاهة وأن التركيز الإعلامي سواء رسمياً أو خاصاً سوف يعزز مكانة الوطن على المستوى الدولي من حيث الدولة الأكثر إصلاحاً وديمقراطية بإطار إسلامي صرف، فليبدأ اعلامنا فانتخاباتنا غداً.
|