لا يخفى على المسلمين أن من الأعمال الصالحة التي تعود بالنفع العميم، والخير العظيم على الفرد والمجتمع في الأمة: الدعوة إلى الخير والإصلاح، وأعظم ذلك كله الدعوة إلى الله - عز وجل - وتبصير المجتمع بأمور دينه، وتوعيته بما ينفعه في أمور دينه ودنياه، وتحذيره ممّا يضره ويفسد عليه معيشته في أولاه وأخراه، ولهذا أمر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمته بالدعوة إلى الله - تعالى - فقال: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، وقد جعل الله - تعالى- الدعوة إليه أحسن الأقوال، فقال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
ولا شك أن من أهم أوجه الحكمة في الدعوة إلى الله - تعالى - اختيار الوسائل المناسبة، والأسباب النافعة المفيدة التي تؤثر في النفوس، وتوصل المعلومة النافعة بأيسر السبل والطرق إلى قلوب الناس وأفئدتهم.
ومن هنا تأتي الأهمية العظيمة والمكانة الكبيرة للمعارض السنوية لوسائل الدعوة التي تنظمها الوزارة، بغية عرض أهم الوسائل التي يمكن أن ينتفع بها من يريد أن يدعو إلى الله - عز وجل - سواء أكان متخصصاً أم غير متخصص، حتى يؤدي واجب الدعوة على الوجه الصحيح الذي يجلب المصلحة، ولا يترتب عليه مفسدة.
ويأتي هذا في سياق الجهود العظيمة التي تبذلها هذه الوزارة المباركة بإشراف مباشر ومتابعة حثيثة من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، حفظه الله، في سبيل النهوض بواجب الدعوة إلى الله - تعالى - والدعوة والإرشاد، وتبصير المسلمين بأمور دينهم، إنفاذا للتوجيهات السامية من ولاة الأمر، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - الذين يولون موضوع الدعوة إلى الله في داخل المملكة وخارجها عناية عظيمة، واهتماماً بالغاً، بحكم أن الدعوة إلى الله - تعالى - ركيزة أساسية من الركائز التي قامت عليها هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ولا عجب في ذلك؛ فإن هذه البلاد قد اختارها الله - تعالى - لتكون راعية بيت الله الحرام، وخادمة الحرمين الشريفين، والمقدسات الإسلامية، ومستضيفة حجاج بيت الله الحرام، وزوار مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومحكمة شرع الله - تعالى -.
ونسأل الله - تعالى - أن تحقق هذه المعارض الأغراض المرجوة منها، وأن تكون منارة إشعاع لمعرفة الوسائل النافعة في هذا الموضوع المهم.
وفي الختام أسأل الله - تعالى - أن يديم على هذه البلاد نعمة التمسك بالإسلام، وأن يبقيها حاملة لواء الدعوة إلى الله - عز وجل - وراعية المسلمين وخادمة بيت الله الحرام، تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله ورعاهم-.
( * ) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية |