الشيطان لم يمت -كما يقولون- ويسعى بكل ما أوتي من قوة لإفساد الناس، وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ لذا كان من الواجب الحذر منه ومن مكائده، والاستعاذة بالله من شره.
ومن الأمور التي يتساهل فيها بعض الناس مع خطورتها واستغلال الشيطان لها: خلوة الرجل بالمرأة أو العكس، كما هو مُلاحظ مع السائقين أو الخدم وفي سيارات الأجرة، وفي المستشفيات والمستوصفات وغيرها.
وقد ورد النهي عن مخاطبة النساء الأجنبيات مباشرةً إلا من وراء حجاب كما قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
لاحظ هذا التوجيه الرباني: فهو أطهر لقلب الرجل والمرأة، وأبعد عن الفتنة.
أما الخلوة، فقد ورد النهي عنها في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يخلونَّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم) متفق عليه.
وذلك حتى لا يكون للشيطان مدخل لفتنة الرجل والمرأة، فما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
وقفة:
ليس كل الرجال مثل يوسف عليه السلام، ولا كل النساء مثل مريم العذراء البتول!.
(*) الرياض
|