في زمن تغلبت فيه المصالح المادية والأهواء على الحقائق والمعارف، وفي عصر تفشت فيه ظاهرة الفضائيات ووكالات الأنباء التي تسير وراء الشهوات والشبهات وتحرف الحقائق، فإنه كالشعاع الساطع تظهر (واس) وكالة الأنباء السعودية بنهجها الثابت، الذي يعتمد على القرآن الكريم والسنة النبوية المظهرة، دستور هذه البلاد، وأسلوبها الحضاري المعتمد على الحقائق، وخطها الذي لا تحيد عنه في خدمة الاسلام والمسلمين، فهي وكالة أنباء اسلامية بالمعنى الكامل للكلمة، ترقب في عملها الله عز وجل، وتقدم كل ما بوسعها للأخذ بيد أبناء الأمة والمجتمع المسلم نحو كل خير.
إن ما ذكرناه يدعونا لأن نركض نحو الانتماء لمؤسسة كهذه، لتقديم ما نستطيع ما دام الفعل فيه خيراً كهذا، ولكن ما يحصل أننا نجد السباق محموماً باتجاه ترك (واس) والتخلي عنها، وهذا ظلم كبير يقع على (واس) التي يتركها أبناؤها، فسؤال يستحق أن نطرحه وبالحاح، لماذا أكثر العاملين في (واس) يتركونها ويتخلون عنها؟ لماذا هذا الهروب اذا جاز لنا التعبير؟ هل السبب يكمن في (واس) نفسها؟ أم في الهاربين أنفسهم؟ أم في أماكن الجذب التي يتوجهون اليها؟ بالتأكيد السبب يوجد في أحد أطراف المعادلة الثلاثة السابقة، أو بعضها، أو كلها مجتمعة.
أما الحقيقة التي نعرفها هي أن الموظف يبذل المستحيل للخروج من اطار (واس)، ومن خلال معرفتنا المتواضعة يصح لنا أن نذكر أن حوافز الايفاد للخارج ليست على المستوى المطلوب، وربما يكمن في هذا بعض الجواب، وكذلك فإن تكافؤ الفرص يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وكذلك لا ننسى قضية الحاسب، ودخوله ل(واس)، وما يشكله ذلك من عبء تحريري كبير، أما طبيعة العمل فيحكى حولها الكثير.
إننا من أشد الناس حماساً ل(واس)، وننظر اليها نظرة تفاؤل، علها تصل يوماً لمستوى من الابداع يسمح للعاملين فيها بتقديم أقصى ما لديهم، وبهذا ربما سنحد من الهروب، ولا ندع الفضائيات تسبقنا في سباق يجب أن نكون نحن فيه في المقدمة.
إن الهروب يتم لدوائر أخرى، ويجب رصد ذلك ميدانياً، ومعالجته عبر عمل ميداني كبير، وهذا يحتاج للكثير من الجهد، ولكن الجهد المثمر - بإذن الله - ما دمنا نتحدث عن مؤسسة لها أهميتها في حياتنا الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والاعلامية وحتى السياسية والاقتصادية، إن الجهد لا يكتمل إلا إذا تضافرت جهود وزارة الثقافة والاعلام مع وزارة الخدمة المدنية، بالاضافة لوزارة المالية لحل الاشكالية، وذلك بتحري الأسباب والمسببات، ومعالجتها جذرياً.
لقد قلنا: بأن (واس) مظلومة وقلوبنا تحترق ألماً لما يحل بها، ولكن ندعو الله ألا تكون (واس) نفسها مساهمة بظلم نفسها، والله ولي التوفيق.
|