Friday 12th March,200411488العددالجمعة 21 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شاطئ شاطئ
سائق أم (طباخ)!!
عبدالله الكثيري

أستغرب من بعض إن لم يكن معظم الأسر السعودية التي تُحضر سائقاً خاصاً لها وتدفع له مبلغ 200 ريال خلاف (الراتب) مقابل أن يغذي نفسه بنفسه في غرفته (المتقوقعة) داخل أحد أركان أسوار منازلهم!!
إن هذا المظهر ليس (حضارياً) إطلاقاً وليس من عادات الشعب السعودي (البتة) أن يفعل بضيفه هكذا فما بالكم ب(الأجير) الذي يعمل عنده سنوات عدة!!
لقد عُرف شعبنا بالكرم أباً عن جد وعُرف بالشهامة ومساعدة المحتاج أياً كان وفي أي زمان فما بال (الموازين) تغيَّرت، وما الذي حدث لدينا لكي نحوِّل مَن يعمل سائقاً خاصاً في منزلنا إلى (طباخ) يطبخ لنفسه الفطور والغداء والعشاء!
لقد تحوَّلت شوارعنا السكنية إلى أشبه بالمطابخ الصغيرة من خلال غرف هؤلاء السائقين التي تنبعث منها رائحة الثوم والتوابل في كل وقت بسببنا نحن وليس بسبب هؤلاء السائقين الذين أتوا للبحث عن لقمة العيش ولم يأتوا لزيادة غربتهم (اغتراباً) حين أصررنا عليهم بأن يؤمِّنوا أكلهم بأنفسهم ومن طبخ أيديهم!!
يا سادة يا أحبَّة إن الذي (يُرمى) من مطابخكم من مخلفات موائدكم الفاخرة في صناديق النفايات يكفي لغذاء عشرة سائقين وليس سائقاً واحداً فما بالكم تفعلون هكذا تجاه هؤلاء؟!
هل تبخلوا عليهم صباحاً برغيف من الخبز مع (كأس) من الشاي؟! وهل تحرموهم طبقاً من الرز وقطعة من الدجاج في الغداء، ومثلهما أو غيرهما في العشاء؟! وهل ترضون أن تتحوَّل منازلكم الى روائح للثوم والبصل والتي تنبعث من غرف سائقيكم..؟ أقول وفِّروا (فلوسكم) وقدِّموا لهم مما جادت به مطابخكم، واعلموا أنهم يعملون عندكم وأنتم مسؤولون عنهم أمام الله، وإن كنتم غير ذلك وتصرون على رأيكم فإنني أقترح على البلديات الفرعية ممثلةً بالإدارة الصحية أن تضع شرطاً في (فسح) المنازل قبل بنائها يمنع منعاً باتاً الطبخ في غرف هؤلاء السائقين مهما كانت الظروف؛ وذلك للقضاء على الروائح وخطر أنابيب الغاز وإعادة المظهر الحضاري للشوارع.. أما ميزة الكرم التي كنا نتمتع بها فقد ذهبت مع أهلها الطيِّبين ولا عزاء لمن يفرض على السائقين عيشهم!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved