* الجوف - صالح النازل:
الفقع أو بنت الرعد كما يحلو للبعض تسميتها.. هذه النبتة يعشقها سكان الجزيرة العربية عامة والشماليون على وجه الخصوص الى حد الهوس .. نعم حد الهوس ولا أبالغ وأنا أرى أهالي منطقة الجوف يخرجون بالآلاف يومياً صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً الى براري المنطقة حيث منابت الفقع تاركين مساكنهم وكل متاع الدنيا ليمارسوا عشقهم العذري مع بنت الرعد في منطقة البدرية والحرة والطيري والعمراية بل حتى في القرية التي تبعد عن سكاكا حوالي 100 كلم حيث ان هذه الكيلومترات الصحراوية الشاقة لم تثن هؤلاء الشماليين المسكونين بحب صحرائهم عن التسابق الى حيث يبتسم ثغر الأرض عن حبات الزبيدي البيضاء كأنها اللؤلؤ أو أسنان الحسناوات, الكل يتنافس مع الكل بالرغم من أن الهدف ليس مادياً بالدرجة الأولى عند بعض الناس على الأقل وإلا لما رأيت سيارة قيمتها مئات الألوف تمخر عباب الصحراء قاطعة مئات الكيلومترات بحثاً عن هذه المترفة التي لا تشرب من القطر إلا دموع الثريا وسلسبيل الجوزاء. ومن الطبيعي وعطفاً على هذه الأجواء الخلابة التي تعيشها منطقة الجوف ان يكون هناك أسواق مؤقتة للفقع استقطبت العديد من الناس من خارج المنطقة حيث يوجد سوق في مركز العمارية التي تبعد عن سكاكا 8 كم شمالاً حيث يزدهر هذا السوق يومي الخميس والجمعة بشكل ليس له مثيل, أما في سكاكا فقامت (الجزيرة) بجولة استطلاعية في سوق الفقع وخرجنا ببعض الصور والتصورات حيث يقول رزق زايد اللاحم (شريطي فقع) بأن الأسعار في السوق غير ثابتة فهي تخضع للعرض والطلب كما أنها تنتعش عصر الجمعة وصباح السبت من كل أسبوع.
أما عن أنواع الفقع الموجودة في السوق فقال إنها ثلاثة أنواع: الزبيدي وهو أبيض اللون وكبير الحجم قياساً بغيره فيوجد غالباً في صحراء الحرة أما الكمأ فيجلب من منطقة البدرية والقرية وهو يميل للسواد كما أنه يتلون حسب لون الأرض.أما النوع الثالث وهو الغلاسي او الخلاسي فهو بين الأسود والأحمر ويستخرج من منطقة العمارية وما حولها.
|