في مثل هذا اليوم من عام 1955، توفي العالم الكسندر فليمنج، أول من اكتشف عقار البنسلين الذي أنقذ حياة الكثيرين، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 73 عاماً.
وقد توفي السيد الكسندر في منزله بلندن، وكان متزوجاً منذ عامين فقط من الطبيبة اماليا كوتسوريس من أثينا التي كانت تعمل في مستشفى سانت ماري في بادينجتون، وكانت زوجته الأولى قد توفيت عام 1949 وله منها ولد واحد. كان السيد الكسندر يعمل أستاذاً في علم البكتريا في جامعة لندن منذ أعوام حيث كان يشغل منصب رئيس معهد رايت فليمنج للميكروبيولوجي في مستشفى سانت ماري في بادينجتون. وكان العالم الشاب يعمل في مستشفى باتيلفيلد في فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وعندما رأي الكثير من الجنود يموتون بسبب الملوثات والميكروبات عزم على أن يجد علاجاً لذلك. وكان أول اكتشاف متميز له هو اللايسوزيم عام 1922، وهي مادة مضادة للبكتريا موجودة في الطبيعة وتوجد في الدموع وسوائل الجسم الأخرى. وكان اكتشافه الكبير هو البنسيلين الذي اكتشفه مصادفة عام 1929، ففي خلال إجراء بعض الأبحاث الروتينية، لاحظ فليمنج نمو نوع من الفطر على طبق الاستنبات الذي كان قد نسيه تحت الميكروسكوب، ولاحظ أنه عند نمو هذا الفطر فإن البكتريا التي كانت حوله قد اختفت. وبينت الاختبارات الأخرى أن السائل الذي نما فيه هذا الفطر هو مضاد قوي للبكتريا وغير سام للإنسان أو الحيوان، وكان ذلك السائل هو البنسيلين الخام. وقد دفعه هذا الاكتشاف إلى عمل أبحاث أخرى، وعزم العلماء في جامعة أكسفورد على تسخير هذا الدواء لإنقاذ حياة البشر،وأصبح البنسيلين جاهزاً للاستخدام التجاري عام 1940.
وتم تكريم فليمنج أكثر من مرة حيث تم منحه لقب فارس عام 1944، وفي العام التالي تقاسم جائزة نوبل للطب مع السيد هوارد فلوري والدكتور إرنستا تشين، العالمين اللذين استطاعوا تطوير الدواء في جامعة أكسفورد.
|