في أوائل عام 1941، قامت القوات الألمانية بشن غارات كبيرة لإخضاع أوروبا وقهرها، الأمر الذي وضع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في مأزق، وعلى الرغم من أنه كان يرغب بشدة في تقديم المساعدات لبريطانيا العظمى في جهود الحرب ضد ما يصوره على أنه (تحالف غير مقدس) لدول المحور، إلا أن أعمال روزفلت كانت مقيدة بسبب الرأي العام. فالسواد الأعظم من الشعب كان يعتبر اشتراك الدولة في الحرب العالمية الأولى خطأً كبيراً، ولذا أيد الشعب الاعتقاد السائد بضرورة بقاء الولايات المتحدة على الحياد في مواجهة الأزمة المتصاعدة في أوروبا. وللتغلب على هذه المشكلة ابتكر روزفلت حلاً مالياً مبنياً على المقايضة، والذي أوضحه في حديثه غير الرسمي في عام 1940، وذكر أن الولايات المتحدة ستكون بمنزلة (سلاح الديمقراطية القوي) وهكذا تقوم أمريكا بتزويد بريطانيا العظمى بالمال والعتاد العسكري الضروريين لدحر دول المحور، وطالب روزفلت الكونغرس بسرعة تمرير قانون الإعارة والتأجير الذي سيُقر هذا النظام. واهتم المُشرِّعون بكلمات الرئيس وقاموا بتمرير القانون على الفور إلى مجلس الشيوخ ومجلس العموم. وفي 11 مارس، قام روزفلت بتوقيع قانون الإعارة والتأجير ممهداً الطريق لمساعدة مالية أولية قيمتها نحو 7 مليارات دولار، وعلى الرغم من أن أمريكا سرعان ما سئمت من موقفها الحيادي ودخلت معمعة الحرب، إلا أن برنامج الإعارة والتأجير ظل يتزايد حتى عام 1946، وُيذكر أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات للحلفاء أثناء الحرب بلغت قيمتها 50.6 ملياراً، ذهب معظمها إلى بريطانيا والاتحاد السوفيتي.
|