استطاع ميخائيل جورباتشوف أن يرتقي إلى أعلى الدرجات في الحزب الشيوعي، وتم اختياره كسكرتير عام جديد وزعيم للاتحاد السوفيتي بعد وفاة كونستانتين سيرنينكو، وأشرف جورباتشوف على إجراء تغيير جذري في المجتمع السوفيتي والسياسة الخارجية خلال الستة أعوام التالية.
وُلد جورباتشوف عام 1931 لاثنين من الفلاحين المزارعين قرب ستافروبول، والتحق في فترة شبابه بالمجموعات الشبابية المعتادة للحزب الشيوعي، وفي عام 1952 سافر إلى موسكو ليحصل على درجة التخصص في القانون، وعند عودته إلى مسقط رأسه في مدينة ستافروبول، أصبح جورباتشوف ناشطاً في سياسة الحزب وبدأ يترقى سريعاً عن طريق بيروقراطية الحزب الشيوعي. وكان يعزو جزءاً من نجاحه إلى أدائه واجتهاده وقدرته على استشراف الفرص وانتهازها، كما ساعدته قدراته على أن يُلحق نفسه بناصحين مخلصين مثل يوري أندروبوف رئيس الشرطة السرية الروسية «كي جي بي» الرهيبة وبدعمٍ من أندروبوف، تم انتخاب جورباتشوف باللجنة المركزية للحزب الشيوعي في عام 1971.
عمل جورباتشوف جاهداً خلال العقد والنصف التاليين على ترقية مهنته ودعم الزعيم الروسي لينويد بريجنيف، وبعد وفاة بريجنيف في عام 1982 تولى أندروبوف السلطة وزاد دور جورباتشوف في الحكومة. وبعد وفاة أندروبوف في 1984 كان من المفترض أن يتولى جورباتشوف السلطة، لكن صغر سنه وتوجهاته الإصلاحية كما كان يعتقد مسئول الحزب الشيوعي ما أدى إلى اختيار شيرننكو، ولم يبقَ شيرننكو طويلاً في الحكم وتوفى بعد أقل من سنة من توليه المسئولية ليتم انتخاب جورباتشوف زعيماً جديداً للاتحاد السوفيتي.
قاد جورباتشوف الاتحاد السوفيتي خلال الستة أعوام التالية لتوليه الرئاسة كانت فيها البلاد بحاجة إلى إصلاحات داخلية وتغييرات في السياسة الخارجية. فقام بالحد من القمع السياسي وعمل على إصلاح اقتصاد الدولة المتعثر وعمل جاهداً على إقامة علاقات طيبة وآمنة مع الولايات المتحدة ووقع مع الرئيس ريجان عام 1987 على معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، التي بموجبها تم تقليل عدد الصواريخ المتوسطة الموجود داخل أوروبا لكلا البلدين.
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تكون عملية التغيير سريعة جداً، إلا أن الاتحاد السوفيتي سُرعان ما تفكك إلى أجزاء، وتم تحرير الأقمار الصناعية الأوربية الشرقية وعملت العديد من الجمهوريات الروسية على استقلالها وكانت الحالة الاقتصادية متردية للغاية، وفي ديسمبر عام 1991، استقال جورباتشوف من منصبه كرئيس للبلاد وتوقف الاتحاد السوفيتي رسمياً عن الوجود.
|