قرأت ما كتبه الأخ عبدالعزيز بن صالح التميمي تحت عنوان وظائف المؤذنين شاغرة، اشار في ما كتبه الى البطالة المتزايدة بين فئات الشباب المتعلمين سواء ممن يحمل المؤهلات الجامعية او ما دونها، وان مما يجب اسداؤه الى مثل هؤلاء وظائف المؤذنين في المساجد لأمرين انتشالهم من العطالة وتوفير لكثير منهم مسألة السكن التي هي دائما وابدا في حكم الصعب المنال هذا إلى جانب المكافأة التي ربما تسد رمقه ولو إلى حين، مشيرا إلى أن معظم القائمين على هذه المهنة الشريفة هم من فئات الموظفين اي المستكفين دنيوياً.
في البداية اشكر الاخ التميمي على طرقه مثل هذا الباب الحساس من جهتيه، وحقيقة أن ما أشار إليه هو عين الصواب ولكن ليست وظيفة المؤذنين التي يجب أن تعتبر في حكم الشاغر بل وحتى الكثير من وظائف الائمة ايضا التي يمكن شغل الكثير منها بخريجي الشريعة او مدارس تحفيظ القرآن، اذ ان كثيرا من شاغلي الامامة هم ايضا من الموظفين بل من الموظفين من ذوي الدرجات العليا او المتوسطة سواء قضاة او كتاب عدل او مدرسين او موظفين، وجل هؤلاء دخلهم الوظيفي كاف لمقابلة مصروفاتهم المعيشية وبالزيادة.. واجزم انهم يرحبون بذلك فهي تعتبر مساهمة منهم لفتح ابواب الرزق أمام البعض من إخوانهم المحتاجين لتوفير لقمة العيش لهم ومن قد يعولونهم، وأيضا هي صفة من الايثار، علماً انه بامكان تشغيل اكثر من اربعين الف عاطل من الفئتين وهذا عدد جيد يسقط من اعداد البطالة، ولا نقول بذلك جزافا بل بموجب الاستطاعة للقيام بتلك المهنة الشريفة الى جانب التأهيل لمن يحتاج إلى ذلك ولا شك أن تعيين مثل هؤلاء سيكون اوفر التزاما من اولئك لمهمات الآذان والإمامة لتفرغهم لهما، ولذا اهيب بمسئولي وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز ان يعملوا بما يمليه الواجب تجاه هؤلاء من الناحيتين الاهلية لتلك الوظائف والتشغيلية لتلك الفئة التي تبحث عن ما يسد الرمق ومن لا دخل له احق بتلك الوظيفة ممن له دخلان وبهذه المناسبة اهمس الى كثير من الائمة والمؤذنين بضرورة القيام بواجب تلك الوظيفة والاقلال من التغيب كما عهدناه وخاصة ايام العطل وايام الحج ورمضان مما قد يؤدي إلى ان يكون خليفتهما سواء في الامامة او الاذان عامل المسجد بغض النظر عن كونه يجيد الأذان او الامامة، فما تلك المهنتين الا امانة عظيمة تحملها هؤلاء يجب الاهتمام بها بالوفاء بها وكما ينبغي ان يكون.
صالح العبدالرحمن التويجري / الرياض |